الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كبير مهندسي حقول النفط والغاز
التنقيب هو أول مرحلة من مراحل استخراج النفط وله طرق عديدة وتقنيات مختلفة تتفاوت في دقتها وتكلفتها والحاجة إليها. هناك تصور لدى البعض بأن حفر البئر النفطي لا يتم إلا بعد اتخاذ قرار نهائي بأن البئر منتج وذو جدوى اقتصادية وهذا خطأ. ولتتضح الصورة أكثر للقاريء الكريم سأشرح بإيجاز مراحل التنقيب والتقنيات المصاحبة له ومتى يكون القرار الفصل للاستمرار بتتمة البئر والإنتاج منه.
تبدأ أولى مراحل التنقيب والاستكشاف بدراسة جيولوجية لسطح الأرض في المناطق المحددة للتنقيب، والغرض من هذه الدراسة الأولية البحث عن مؤشرات جيولوجية تدل على وجود صخور قديمة التكوين وانكسارات صخرية في باطن الأرض أدت إلى تكون مصائد نفطية في باطن الأرض تحبس النفط وتمنعه من التسرب. ولذلك فإن الأراضي المسطحة غير جاذبة للجيولوجيين وغير مبشرة غالباً بوجود مصائد نفطية.
في حال وجد الجيولوجيين مؤشرات مبدئية إيجابية عن وجود مصائد نفطية في باطن الأرض، يبدأ استخدام التقنيات المتطورة لمعرفة طبيعة وأنواع الصخور للوصول إلى مؤشرات أقوى بوجود النفط في مكامنه بباطن الأرض. ومن هذه التقنيات على سبيل المثال لا الحصر، الاستشعار عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية (الموجات الكهرومغناطيسية والرادارية) لدراسة القشرة الأرضية وتضاريس سطحها، وكذلك استخدام المسح المغناطيسي الذي يحدد نوع الطبقات الضاربة في العمق والتي تتشكل تحت الطبقات المتوقع احتضانها للمصائد النفطية، أضف إلى ذلك استخدام تقنية السايزمك (الموجات الصوتية) لدراسة الطبقات التي يحتمل وجود مكامن النفط بها.
كل العمليات السابقة بالرغم من دقتها إلا أنها لا تؤكد وجود النفط، بل أن الغرض منها البحث عن المؤشرات والمواصفات الفيزيائية والكيميائية للصخور والطبقات التي قد تؤول إلى وجود النفط واحتباسه في مصائد نفطية بباطن الأرض.
لذلك فإن حفر البئر هو الفيصل للتأكد من وجود النفط من عدمه، ولمعرفة بأن الكمية الموجودة مجدية اقتصادياً للاستمرار بتتمة البئر واستخراج النفط، فإن كانت البئر غير منتجة أصلاً أو غير مجدية اقتصادياً، يتم جمع أكبر كم من المعلومات عن سبب عدم جدوى البئر ثم إقفاله، وإعادة الدراسات للوصول إلى الموقع الأمثل لحفر بئر آخر وهكذا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال