السياح يسابقون المستثمرين

نحو 35 في المائة من المسافرين في المملكة العربية السعودية يستخدمون الأجهزة الذكية لإتمام حجوزاتهم في الفنادق.

هذه معلومة مهمة تكشف جزءا من مسار ثقافة السفر والسياحة في المملكة.

وهي أيضا رسالة لوكالات السفر والسياحة والجمعيات المهنية المهتمة؛ … ولعلنا نرى تفاعلا مع مخرجات هذه الدراسة من المستثمرين من خلال منتجات تحقق تطلعات السائح المحلي الذي يسابق هؤلاء المستثمرين ويتجاوزهم في تطلعاته.

هذه الدراسة التي تم عرضها خلال مؤتمر عرب نت.

يمكن النظر من خلالها إلى جزء من سلوك السائح السعودي والخليجي باعتباره مقياسا عالميا مهما، والسبب في ذلك أن السعوديين يحتلون مراتب متقدمة عالميا في التعامل مع خدمات الإنترنت وتطبيقاتها المختلفة.

كما أن فهم احتياجات السائح المحلي يمثل سبيلا يمكن من خلاله بناء خدمات تتسق مع هذه الاحتياجات.

كشفت الدراسة معلومات لافتة، إذ أكدت ارتفاع معدلات حجوزات السفر باستخدام الهواتف الذكية؛ حيث بلغت 21 في المائة في 2015، بينما كانت في 2014 نحو 15 في المائة.

فيما يخص الحجز عن طريق الهواتف الذكية تشكل الفنادق المنتج الأكثر مبيعاً؛ إذ يتم إجراء 22 في المائة من الحجوزات الفندقية باستخدام الأجهزة المحمولة مقابل 16في المائة لحجوزات الطيران. ما زال حديثنا عن السائح السعودي، وقد أغفلت عمداً الإحصاءات الأخرى.من اللافت أن عددا من الفنادق المحلية والشقق المفروشة صار لها حضور على تطبيقات السفر. لكن يبقى هذا الحضور أقل من المتاح في السوق فعليا. الإشكالية الأكبر أن بعض المنشآت تعرض صورا لمنتجاتها مخالفة لواقع الحال، وهذه مسألة تؤثر في مصداقيتهم وتقييمهم، فالمواقع تتيح لكل مسافر أن يتحدث عن تجربته بسلبياتها وإيجابياتها وهو ما ينعكس على تقييم المنشأة السياحية.

الأمر اللافت أكثر أن مواقع السفر والسياحة تطرح نشاطات سياحية مختلفة، تتضمن جولات تسوق وزيارات للمواقع الأثرية والسياحية. التطبيقات العالمية عندما تستفسر منها عن النشاطات والفعاليات في المملكة يضع لك خيارا واحدا فقط: خدمة التوصيل من وإلى المطار. وهذا مخالف للواقع، فهناك منظمون للرحلات ذات اليوم الواحد -داخل المدن- أو حتى من مدينة إلى أخرى. صحيح أن هذه النشاطات لا تزال محدودة، لكن الأمر المؤكد أن الذين يعملون في تنظيم الجولات السياحية والمرخص لها من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لديهم فرص كبيرة للمبادرة بتقديم هذه الأنشطة من خلال تطبيقات السفر المعروفة عالميا على الهواتف الذكية، أنا أجزم أنها ستجد إقبالا مذهلا، وسوف تتضاعف أرباحهم. وما زلنا نتحدث عن السائح المحلي، الذي يعيش شغف السفر والتنزه والتماهي مع فكرة عيش السعودية بكل تنويعاتها.
نقلا عن الاقتصادية