الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعتبر تحويل النفايات إلى طاقة من أهم خيارات توليد الطاقة الحديثة والبديلة للوقود الأحفوري والفعالة أيضا لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فالطريقة تكون بمعالجة النفايات لتوليد الطاقة في أي شكل لها وغالبا تكون على هيئة طاقة كهربائية أو طاقة حرارية، فأغلب الدول على سبيل المثال: كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وسويسرا والدنمارك والسويد وإيرلندا وسنغافورة وتركيا استغلوا هذه التقنية لتعويض النقص في إنتاج الطاقة والبحث عن البدائل الغير نفطية، حيث أن 4 أطنان من النفايات تعادل طنا واحدا من النفط، وطنان من النفايات يعادلان طنا واحدا من الفحم.
وبحسب شركة الاستشارات “فروست آند سوليفان” فالنفايات الصلبة في الدول الخليجية تقدر بنحو 80 مليون طن سنويا، منها 26 مليون طن سنويا من النفايات البلدية الصلبة، وتحتوي المملكة العربية السعودية على نسبة كبيرة جدا من تلك النفايات البلدية الصلبة التي تصل إلى حوالي 17 مليون طن سنويا، والتي تم إيضاح مكوناتها في دراسة لجامعة الملك سعود والتي تشمل نسبة 37.50% لمواد قابلة للتحلل، و28.50% ورق، و5.20% بلاستيك، و8.10% معادن، و4.60% زجاج، و7.50% خشب، و6.40% نسيج، و2.20% مواد أخرى، وكل هذه الكميات من النفايات قادرة على إنتاج طاقة يستفاد منها وأيضا صديقة للبيئة.
فتجميع هذه النفايات في مكبات عشوائية يحدث تصاعدا لكميات كبيرة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لذا عالميا بدأ التشجيع للمشاريع التي تعمل في مجال تجميع النفايات وتدويرها لاستخدمها في توليد الكهرباء بأسلوب رفيق للبيئة حيث نشاهد دائما حاويات مختلفة الألوان عند كل بيت في أوروبا أو أمريكا وذلك لفرز النفايات البلدية وعدم خلطها، فالنفايات في عصرنا هذا أصبحت ذات قيمية عالية حتى أن بعض الدول بدأت في بيع نفاياتها للدول القادرة على تدويرها وتحويلها إلى طاقة يستفاد منها، ففي ألمانيا على سبيل المثال هناك مشكلة،وهي أن كميات النفايات في تقلص مستمر بسبب إعادة التدوير وهذا سيضطرهم إلى استيراد نفايات بعض الدول فهم يولدون الكهرباء من النفايات لحوالي 20 ألف منزل ويزودون حوالي 10 آلاف منزل بالتدفئة.
ولازالت الاكتشافات والاختراعات التي تخص النفايات وطرق الاستفادة منها لم تتوقف، حيث حدث مؤخرا أن عالم ياباني اخترع جهاز قادر على تحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود للسيارات، حيث يتم تعريض النفايات البلاستيكية إلى درجات حرارة متفاوتة، وبناء على ذلك يتحدد المنتج الذي سيتسنى الحصول عليه،وهو مابين البنزين والكيروسين والديزل، فلا نعلم يمكن أن يتم التخلي عن الوقود المتعارف عليه مستقبلا واستبداله بوقود النفايات.
في الحقيقة إن إنتاج الطاقة من النفايات ليست تقنية جديدة على السوق، ولكنها تعتبر جديدة نوعا ما على الدول العربية. بالرغم من أن لدينا وفرة كبيرة في النفايات ووفرة كبيرة في المساحات التي تمهد الطريق لاحتواء مشاريع الطاقة المتجددة والمشاريع الصديقة للبيئة، لكن التنفيذ العملي لازال مفقود ولم يستغل بالشكل المطلوب حيث نحتاج إلى تأسيس تشريعات وتعاون مشترك بين الأفراد والبلديات والشركات المتخصصة في فرز وتدوير النفايات حتى تكتمل المنظومة ويبدأ التنفيذ، فلك أن تتخيل عزيزي أن 1500 طن من النفايات يوميا قادرة على إنتاج 50 ميغاوات من الطاقة الكهربائية التي يمكن أن تغذي 10 آلاف منزل تقريبا.
فالسؤال: كم سيكون إنتاج الطاقة من النفايات في حال أننا جمعنا أطنان النفايات في السعودية بأكملها والتي تقدر بملايين الأطنان؟
الشريدة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال