الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في المعلومات الائتمانية
قديما قيل “إحفظ القرش الأبيض لليوم الأسود” درج الناس على الإدخار في الرخاء والسعة على أساس الانتفاع بالمال في المستقبل لغرض منفعة مادية مثل أن يدخر لشراء كمالية أو سد حاجة إجتماعية أو دفع ضرر بعض الظروف الحالكة عند إنقطاع الموارد النقدية المنتظمة لفقد وظيفة أو خسارة تجارة. وهذا المنهج الإدخاري مقبول وذكي في مضمونه على مبدأ الإكتفاء الذاتي وكف النفس عن سؤال الناس أو طلب المعونة من الجمعيات الخيرية.
ولكن في الجانب الآخر تعمل بعض الجهات المالية لإستقطاب الناس وتحفيزهم على برامج الإدخار طويل الأجل تحت شعار تعليم الأبناء أو الإدخار لسن التقاعد أو إدخار فقط للإدخار، وهذه البرامج في شكلها العام برامج جيدة للمستقبل ولكن يشوبها ما يشوبها في المستقبل من ضعف المردود المادي والمنفعة المالية الضئيلة، لان المدخر بعد ٣٠ سنة من الإدخار يحصل على مبلغ الإدخار وهو متآكل.
يأتي ذلك بناء على عاملين اقتصاديين وهما (التضخم المعيشي واستهلاك قيمة العملة، أولهما ينمو تصاعديا والآخر يتردى تنازليا)، وكما لا يخفى على المتخصصين أن نسبة التضخم السنوي تصل بين ثلاثة في المئة (٣٪) الى خمسة في المئة (٥٪)، لتبسيط مفهوم التضخم نقول على سبيل المثال ان دخل موظف ١٥،٠٠٠ ريال سعودي شهريا مضافا ٣٪ نسبة تضخم سنوي وبعد خمس سنوات يصبح دخل الموظف الشهري ١٧،٤٠٠ ريال سعودي، فلا يعتد بهذه الزيادة كزيادة في الدخل لان القوة الشرائية للراتبين متكافئة نظرا للتضخم المعيشي فما كان يقتنيه بالراتب الأول أصبح يقتنيه بالراتب الثاني بعد خمس سنوات.
وفي الجانب الآخر الإدخار الطويل للمال يتضرر أيضا بإنخفاض قيمة العملة بسب الاستهلاك السنوي ونتيجة التأثير السلبي لمجموعة من المؤشرات الإقتصادية (مؤشر الأسعار الاستهلاكية، مؤشر أسعار المواد الصناعية، مؤشر نسبة البطالة، ومجموع الناتج القومي) وبالتالي انخفاض هذه المؤشرات تؤثر سلبا على قيمة العملة الوطنية.
وبهذا نخلص إلى أن أي برنامج ادخاري لابد وأن يخصص له مع مبلغ الادخار الأساسي نسبة ٥٪ الى ٨٪ كدفعات أضافية لتعويض عجز التضخم التراكمي، وكذلك القروض الإنتاجية (أي أن أقترض للاستثمار في بعض المشاريع الناجحة وقليلة المخاطر) بدائل أخرى للادخار متوسط الأجل والتي تعتبر ذو جدوى إقتصادية مثلى للمدخر ولصغار المستثمرين، وأخيرا بالنسبة لبرامج الإدخار (طويل الأجل) الأفضل أن ترتبط ببرنامج استثماري فعال مثل صناديق التحوط التي تمتلك إستراتيجيات إستثمارية للوقاية من أي خسائر أو تقلبات مالية عالمية، وبذلك تجذب شرائح المجتمع المتعددة، وتضمن قاعدة استثمارية ذات ربحية وبعيدة المدى.
مظفر
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال