3666 144 055
[email protected]
malshuaibi1@
[email protected]
يبدو الاستثمار العقاري لكثير من المستثمرين بأنه الأكثر أمانا من تقلبات السوق والأعلى عائداً إذا ماتم مقارنته بالعديد من الاستثمارات فهو بلا مخاطر أو الأقل مخاطر، ولا أعني بالاستثمار هنا المضاربة بالأراضي فهي حتما ليست إستثمار بقدر ما هي إستنزاف للمال بما يعود بالضرر على السوق من خلال تضخم الأسعار بدون أي مبرر حقيقي وملموس، بل أعني هنا الإستثمار الذي يقوم على تطوير الأراضي بمشاريع عقارية تلبي الطلب الموجود في السوق وتعطي عوائد مجزية للمستثمرين.
وهنا في السعودية إذا ما قرر أحدهم أن يُقبل على هذا الإستثمار ويطور مشروعاً أياً كان حجمه سيجد أن الواقع مغايير تماما لما كان يتوقعه فحجم المعلومات الذي يتم جمعها وتحليلها للوصول إلى المشروع الأفضل والأجدى هو أمر معقد نوعاً ما فهو لايتطلب تحليل أرقام وتطبيق نظريات فقط بل يتطلب أيضا لخبير يستند على مخزون كمي من التجارب في هذا المجال ليساعده على التوجيه الأفضل في هذا الإستثمار ثم بعد ذلك تأتي مرحلة شراء الأرض المناسبة والتي يجب أن تكون أيضاً بعد دراسة يتم فيها التأكد من ملائمة هذه الأرض لمتطلبات المشروع ومتطلبات الفئة المستهدفة من هذا المشروع.
وبعد أن يقوم المستثمر بشراء هذه الأرض سوف يخوض مرحلة بل معركة الرخص والإعتمادات للمشروع من عدة جهات حكومية ولكل جهة منها إجراءات وروتين.. تلك الإجراءات التي لم يتردد أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل مؤخراً بأن يصفها بأنها تعيق إستثمار القطاع الخاص وتطوير البناء.. نعم الروتين يعيق بل ويقتل المشاريع.. أذكر جيداً أن أحد المشاريع السكنية الضخمة على كورنيش جدة تم إلغأه قبل عدة سنوات نتيجه لبعض التعقيدات التي واجهها والتي تخص الموافقات اللازمة للكهرباء.
وبعد ذلك تبدأ مراحل لاتقل أهمية وحساسية عن المراحل السابقة والتي تبدأ من إختيار المقاول الجيد والمواد المناسبة ثم متابعة التنفيذ والتأكد من أنها وفق المواصفات والجودة المتفق عليها حتى ينتهي المشروع.. وفي النهاية سوف يضاف إلى تكلفة المشروع ما يعادل الوقت والجهد المبذول فهي أعباء يجب أن تحسب من ضمن التكاليف لهذا المشروع.. وفي وذلك الوقت وحتى يكون المشروع مربح لن يرضى هذا المستثمر بهامش ربح أقل من الحد الأدنى الذي كان يعرفه ويسمع عنه قبل الدخول في هذا الإستثمار(لن يكون أقل من 50% من رأس مال المشروع).. ليصبح أخيراً سعر هذا المنتج مرتفع بل وعصي على الفئة المستهدفه من المشروع.
كل هذه المراحل التي يمر بها المستثمر في هذا المجال يمكن إختصارها من خلال تقليل الوقت والتكلفة التي تمر بها هذه الاستثمارات والمشاريع إذا ما تم إيجاد مطوريين عقاريين لديهم الكفأه والدراية ومرخصين ويكونوا قادرين على إستيعاب أموال المستثمرين وتنميتها بما يحقق رغبات المستهلكين وإحداث طفرة في مجال الإستثمار والتطوير العقاري في السعودية لتلبية حاجة السوق.. وإن لم يكن ذلك فسوف تستمر كثير من العشوائية في التطوير للمشاريع والكثير من المبالغه في الأسعار.. وبالتالي فشل هذه الاستثمارات وتوجيه الأموال إلى المضاربة في الأراضي ونخسر ما كنا نستطيع أن نكسبه.
أخيرا السوق العقاري واعد.. لمن يستطيع أن يستوعبه.
الشعيبي
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734