“معلومات خاطئة” هذا ما تم الرد به على من ظهر أنه يخلط بين فوائد أكل حلوى الشوكولاتة وأوهام استخدام المواد المخدرة. عندما غرد أحد الحسابات المعرفية بمعلومة تذكر أن مادة تسبب الانتعاش موجودة في الشوكولاتة وفي الوقت نفسه موجودة في الحشيش المخدر، تم الرد عليه مباشرة من حساب مكافحة المخدرات النشط في “تويتر” تصحيحا للمعلومة. يبين هذا التفاعل احتمالات سوء الفهم التي تحصل بمثل هذه التغريدات ويقلل من فرص بناء الأوهام بمثل هذه المعلومات المحرفة.
تعج وسائل التواصل الاجتماعي بمئات الحسابات التي تنشر الأوهام وتروجها ادعاء بالتطوير أو نقل المعرفة أو حتى الترفيه. مع الأسف، يتابع مثل هذه الحسابات في كثير من الأحيان عشرات الألوف من المتابعين، ودون شك بينهم كثير من الشباب وصغار السن. هناك أيضا من يدون ـــ معلقا أو مادحا ـــ عن التطورات التشريعية التي تحصل في الولايات الأمريكية وبعض الدول التي تجيز فيها الاستخدامات الطبية والترفيهية لبعض المواد المخدرة مثل نبتة الماريجوانا. وعلى الرغم من أن معظم هذه التدوينات باللغة الإنجليزية إلا أنها تقرأ محليا وتترجم بعدة أشكال وتأثيرات مختلفة.
تثير إجازة بعض المواد المخدرة جدلا واسعا في المجتمعات الغربية، ولكنها تصل إلينا بصورة غير مكتملة مشكلة خطرا كبيرا على مجتمعنا، حيث تنتشر هذه المعلومات المتضاربة التي غالبا ما تفتقر إلى الصحة والدقة العلمية ويتلقفها من يتم التأثير فيهم لتبرير سلوكياتهم الخطيرة. عندما ننظر إلى استهداف مجتمعنا بهذه المواد الضارة بكميات هائلة من ضعاف النفوس مع تجدد الوسائل العصرية التي تضخم الفوائد الجانبية للمواد المخدرة ناهيك عن الأفلام السينمائية التي تجعل التعاطي أمرا عاديا، نجد أن الواقع يحتم علينا أن نستخدم أساليبا غير تقليدية للوقاية من شر المخدرات. تماما كما يقوم حساب المديرية العامة لمكافحة المخدرات على تويتر في محاربته للأفكار الخاطئة والخطيرة، ولكننا في حاجة إلى تطور مثيل من الأطراف الأخرى مثل الأسرة والمدرسة والإعلام في أساليب الوقاية.
كما تبذل الجهود لتحسين العملية التعليمية والإنتاجية وتحفيز الشباب ودفعهم باتجاه الريادة والإبداع، فإن الطرف الآخر من المعادلة يحتم علينا أن نبعدهم بقدر المستطاع عن الثقوب السوداء التي يمكن أن تبتلع كل شيء، مواهبهم وإمكاناتهم وأمانيهم. الضغط التخريبي الذي يمارس على أبنائنا يجب ألا يستهان به، ومسألة كالمخدرات لا تقبل المزاح أو التهاون بها أو الحديث عنها ترفيها وفكاهة، على الإطلاق. حتى لو كانت هذه المواد مجرد أقراص منشطة أو مواد يتم تدخينها فإن التلف الذي يصيب العقل والجسد يثير الفزع خصوصا لو عرفنا مقدار الدعاية غير المباشرة التي تحظى بها وسهولة تقبل تعاطيها عندما يتدنى الوعي.
يحتم علينا الاستثمار في الشباب والتنمية أن تنال الجوانب المعطلة له اهتماما كافيا، وأنا لا أنكر الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المختصة ومن أمثلتها برنامج “نبراس” للوقاية من المخدرات. ولكن لا تزال الفسحة موجودة لمزيد من التناغم في عملية الوقاية، وذلك باستباق المؤثرات السلبية ومقاومتها خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي. وكما تحدث اليوم تغييرات كثيرة في استخدامنا وسيلة مثل “الـ «واتساب» وفهمنا المتجدد لمحظوراتها وآدابها، فالتصورات الخاطئة عن مادة مثل “الكبتاجون” وتقبلنا النكات عنها أمر يستحق الاستنكار على الوجه العاجل. وهذا لا يحدث بعشوائية وإنما يتطلب مزيدا من التعزيزات التوعوية الذكية التي تبعد عنا هذه الشرور وتدمج كل القوى في الاتجاه نفسه.