3666 144 055
[email protected]
نعيش في بلد ولله الحمد يتميز بالكثافة السكانية الشابة، حيث تمثل الفئة العمرية ما دون سن 30 سنة 60% من نسبة التركيبة السكانية، ومع ذلك نشهد اليوم ندرة في الوظائف والحل ليس بخلق وظائف ولكن بتوجيه الطاقات والكفاءات الشابة نحو الفرص. مثير من دول العالم تميزت بمجالات محددة كتميز الصين بالصناعة او بالزارعة مثل بعض دول جنوب امريكا، ولذا موقعنا الجغرافي يجعلنا اكثر بلد بالعالم مؤهل لتجارة وعرف العرب منذ القدم بالتجارة كما ذكرت سورة قريش “رحلة الشتاء والصيف”. وللاسف يتربى هذا الجيل على البحث عن الاستقرار الوظيفي وخصوصاً بالقطاع العام. لهذا اود ان اسرد في مقالي هذا اهمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة ودعم هذا القطاع وما حصل سابقاً. الاقتصاد العالمي يقوم على المنشآت الصغيرة والمتوسطة ويخلق اكثر من ثلثي الوظائف فمثلاً في كوريا الجنوبية والتي عرفت بالشركات الكبيرة مثل هونداي وسامسونج تمثل لديها المنشآت الصغيرة والمتوسطة اكثر من 67% من الاقتصاد المحلي. ان المملكة تحتوي على موارد مالية كبيرة فالودائع النقدية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي حسب اخر تقرير تجاوزت التريليون ريال سعودي في 2015 واخر تقرير للحوالات الخارجية للأجانب تجاوز 157 مليار ريال والمملكة تعد في المركز الثالث عالمياً بنسبة الحولات الخارجية. إضافة الى عدد السجلات التجارية الصادرة من وزارة التجارة التي لم تتجاوزت 700 الف سجل تجاري بين مؤسسة فردية وشركة واذا تمت المقارنة بين عدد السجلات والتعداد السكاني للسعوديين المؤهلين للإصدار سجلات تجارية فنجد ان ذلك لا يتجاوز 6% وهذا عدد ضئيل. التجارب السابقة في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال البنك السعودي للتسليف والادخار وصندوق المؤية وبرنامج كفالة تعتبر تجارب فاشلة وخطا جوهري لان الاعمال التجارية تقوم على رؤوس الاموال وليس القروض. وحسب نظام الافلاس في كثير من دول العالم يتم سداد القروض اولاً ومن ثم يتم سداد روؤس الاموال فما بالكم اذا كانت الاعمال التجارية في نشأتها تبدأ بقرض سيادي. ان من ابرز التحديات للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ايجادالسيولة، وتبنت وزارة التجارة هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وهذا يعتبر انجاز لانها ستسهل باذن الله الاعتماد على روؤس الاموال اما بطرح المنشآت الصغيرة والمتوسطة طرحاً عاما في الاسواق المالية او ايجاد منصة للاستثمار الجماعي بما يسمى Crowdfunding. وهذه المنصات تسمح لاصحاب المشاريع و الفرص بالتوسع والانتقال من الاستقرام والتويتر بالوصول الى المستثمرين وتحقيق عمل تجاري واضح. ولعلي اوضح في مقال لاحق ما هو الاستثمار الجماعي. ختاماً، من اهم القطاعات اليوم التي يكثير فيها الفرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة هي قطاعات التجزئة والخدمات مثل الملابس والاواني والحلاقين والمغاسل والمطاعم والنقل وهذه القطاعات تتمركز فيها عمالة من جنسية معينة وتعتبر جاذبة للشاب والشابة السعوديين ولعلها تكون نقطة بداية.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734