الأوقاف

الوقف في الاصل هو حبس الاصل وتسبيل المنفعة. حضرت ملتقى الاوقاف الثالث الاسبوع الماضي تحت تنظيم الغرفة التجارية الصناعية والذي كان مقام تحت رعاية وزير الشؤون الاسلامية معالي الشيخ صالح ال الشيخ والذي نوقش به دور هيئة الاوقاف الجديدة في ايجاد الايطار العملي والرقابي للاوقاف.

ان ما التمسته من الملتقى تخوف بعض الموقفين من تأسيس وقف والبقاء على العمل المؤسسي الذي يشبه في عمله اي مؤسسة تجارية قد ينقطع بها الطريق. ان هذا العمل يهدد صاحب الوقف من استمرارية واستدامة العمل بعد وفاته، لان الورثه قد لا يطبقون ما يريد الواقف تطبيقه.

إن بداية العمل الصحيح تبدأ بصياغة صك الوقف والذي يعتبر النظام الاساسي للوقف. ومبادرة وزارة التجارة سهلت بداية عمل الوقف بإصدار سجل تجاري يحمل اسم وقف وله معاملة تختلف عن الشركات والمؤسسات التجارية. ومن الامور الاساسية في تأسيس اي وقف تعين النظار او مجلس النظارة وهي الجهة الاشرافية والإدارية لعمل الوقف. إضافة الى وجود قوائم مالية مدققة لتحقيق الشفافية.

ان عمل الاوقاف يعود الى اكثر من الف وابعمائة سنة فمثلاً وقف عثمان بن عفان رضى الله عنه الخليفة الراشد الثالث في المدينة ومكة. الوقف انواع واشهرها الخيري، اي للاعمال الخيرية مثل رعاية الايتام او رعاية المحتاجين. والنوع الاخر للاوقاف ذري للاولد واولد الاولد. وقف التعليم لبناء المدارس والتعليم بما في ذلك تعليم القران الكريم. ووقف صحي مثل بناء مستشفى او مركز طبي وقد اطلعت خلال الملتقى على نموذج في تركيا مستشفى ويتبعه جامعة طبية تعليمية تخرج التخصصات الطبية.

ان من الامور الضرورية في كل وقف توفر مستشار قانوني، مستشار مالي، مستشار محاسبي، ومستشار شرعى. اخيراً انصح اي موقف باتباع الاجراءات السليمة في تأسيس الوقف بما في ذلك النماذج العالمية في الغرب بما يسمى ب Trust ولعلها تعرض خلال ملتقى الاوقاف الرابع المزمع انعقاده في مكة المكرمة بعد ثلاثة اشهر تقريباً.

ختاماً، إن دور هيئة الاوقاف هو إحياء الاوقاف المتعثرة بمساعدة وزارة العدل وتمكين تأسيس الاوقاف الجديدة بسرعة التنفيذ، لان المحصول الزراعي لا يتنظر البت في الامور البيروقراطية.