3666 144 055
[email protected]
[email protected]
بدأت دراسة المالية الإسلامية في جامعة بويلز بانجر المملكة المتحدة عام 2005م وذهلت أنذاك بكمية المعرفة والاهتمام لدى البريطانين بالمالية الاسلامية، حيث ان لديهم بحوث ودراسات مع ذوي الخبرة والاختصاص في المجال. فسألت مشرفي بروفسور فيلب موليني لماذا تسمى مالية إسلامية ولماذا تربط بالدين، حينها قال لي ان هناك مالية أخلاقية وهي قريبة للمالية الاسلامية ولا تتبع المالية التقليدية بالتعامل بالربا والزيادة او التعامل بالنشاطات الغير شرعية كتجارة الاسلحة او اي شي منافي لبناء الارض او الانسان.
إضافة – والحديث لازال للبروفسور فيلب- الى نبذ القمار والميسر او المغامرة، وهذا ما ذكره الله في كتابه “واحل الله البيع وحرم الربا”. عندما انتهيت من دراسة الدكتوارة في أداء الصناديق الاسلامية بالتركيز على التوقيت والاختيار وعدت الى ارض المملكة حفظها الله توقعت بأنني ساحظى بقبول لما درسته وان التطبيق افضل بكثير من التنظير. ولكن وجدت بأن الكل يتهرب من مسمى اقتصاد اسلامي او مالية اسلامية او مصرفية اسلامية حتى انني وصلت في حديثي الى اعلى جهة تشريعية نقدية وهي البنك المركزي مؤسسة النقد العربي السعودي حيث ذكر لي مسؤولين فيها بمجمل العبارة بأنه لا يوجد مصرفية اسلامية او اقتصاد إسلامي. بالتالي اتضح لي بان دراستي مجرد حبر على ورق وان الواقع لا يعكس ذلك ولا يوجد اي نوايا او هدف للتحرك نحو الموضوع.
عملت في المصرفية الاسلامية ووجت ايضاً ان التصرفات فردية وان الهيئات الشرعية تختلف في عملها وتشريعها عن بعض الاخر ولكن الكل يتفق بأن الهدف هو العمل التجاري والربح فقط، علماً بان المصرفية الاسلامية تقوم على الربح والخسارة. لهذا قررت مغادرة المجال والعمل بشى اخر مشابه والاكتفاء بالمتابعة والمراقبة من بعيد لما يحدث حول الموضوع.
نعيش هذه الايام عدم وضوح في الرؤية الاقتصادية وضعف قراءة المستقبل لان الغطاء الفعلي لاي اقتصاد لم يعد المورد الطبيعي. ونجد بانه دول مثقله بالديون قوية ودول اخرى لديها احتياطيات وتعيش ضعف اقتصادي. إذاً من الموثر بالاخر السياسة ام الاقتصاد. اسئله كثيرة ولكن اعود لبداية الموضوع لماذا اهتمام الغرب بالاقتصاد الاسلامي والمصرفية الاسلامية، وهل الاقتصاد الرأس مالي لم يعد قوياً وأن نسبة الفائدة لم تعد المحرك الرئيسي للاقتصاد؟.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734