3666 144 055
[email protected]
abdulkhalig_ali@
[email protected]
كثيرا ما أَسأل الشباب ما هي أهم معوقات البدء بمشروع تجاري صغير ؟ فتأتي الإجابة شبه ثابته تقريبا ، رأس المال و اليد العاملة ، والعامل الثاني لا يذكره إلا أصحاب الخبرة في العمل الحر ويقدمونها على رأس المال . والحقيقة أن السببين السابقين فعلا من المعوقات الجوهرية في العمل الحر، لكنهما ليسا السببين الأهم في سبيل نجاح أو فشل العمل الحر ، بل تظل الفكرة بجميع جوانبها والجدية في العمل هما المحددان الأساسيان لنجاح أو فشل أي مشروع .
لن أتحدث اليوم عن الأفكار كيف يتم خلقها وتسويقها ، وسأترك ذلك لمقالات أخرى بإذن الله . اليوم ساتحدث عن مشكلتي رأس المال واليد العاملة وكيف يستطيع الشباب تجاوزهما بـأوفر وأسرع الطرق وبما يخدم صاحب المشروع أو أصحاب المشروع والوطن على حد سواء . هذه الطريقة مضمونة النجاح وتستخدمها العمالة الوافدة في المملكة دائما وتنجح فيها ، وهي بكل بساطة الشراكة الكاملة برأس المال واليد العاملة . فكيف ذلك ؟ وما هي الشروط ؟
الأفكار البسيطة المضمونة النجاح والتي يصعب تسويقها وإيجاد ممولين لها ، يصعب كذلك توفير العمالة لها في ظل أنظمة وزارة العمل الجديدة . تلك الأفكار يتم البدء فيها من نقطة الصفر والأساس بالبحث عن شركاء يمكن أن يسهموا في رأس المال والعمل معا .
فالمشاريع التي تقوم على سواعد أصحابها نجاحها مضمون بل وفي مدة وجيزة جدا لعوامل كثيرة . ما يهمنا الأن كيف يتم تكوين فريق عمل بل شركاء عمل ؟ فيجب تكوين الشراكة بحرص شديد جدا والتأخر مع التأكد أفضل من الإستعجال مع الشك .
يفضل أن تكون الشراكة من الأقارب أو الأصدقاء والمعارف ، مع ضمان تحقق بقية شروط تكوين فريق العمل أو الشركاء وألا تقدم القرابة على جودة فريق العمل .
يفضل أن يسهم الجميع في رأس المال والعمل معا بما يستطيع كل شريك بنسب معروفة وواضحة وموثقة . وإن حدث التساوي التام فذلك أفضل ، كأن يسهم كل شريك بنسبة 20%من رأس المال و 5 ساعات عمل يومي مع تحديد طبيعة العمل بالضبط . لكن يمكن التخلي عن العمل إذا كان أحد الشركاء يستطيع دفع مبلغ كبير يفوق قدرتهم على جمعه ويقلل من اللجوء للإقتراض وذلك الشريك لا يستطيع العمل ، كما يمكن الإكتفاء بالعمل دون رأس المال إذا كان ذلك الشريك يملك مهارات ضرورية للشراكة يصعب القيام بها إلا من متخصص ، ولا يستطيع توفير رأس المال.
يفضل تنوع الخبرات والشهادات بحيث تشمل كل ما يحتاجه المشروع من مهارات وشهادات ، وبهذا يتم تكوين فريق متكامل وليس متشابه ، إلا إذا كان التشابه أفضل أو أن الأمر لا يؤثر في عمل الشركة سواء التشابه أو التكامل .
من المستحسن أن يكون عدد الشركاء مناسبا لحجم العمل ، فلا يكون العدد قليل بحيث يدفع الشركاء للبحث عن عمالة ، أو كبيرا بحيث يوقعهم في مشاكل إتخاذ القرار وتعارض الرغبات . علما بأني اطلعت على شراكة تمت بين ستين شخصا برؤوس أموال بسيطة وبعمل مشترك حققت نجاحا مذهلا جدا دفعهم للتوسع الكبير خلال سنوات بسيطة جدا ، لكن للأسف أن تلك الشراكة لغير السعوديين .
يجب الإتفاق على كل صغيرة وكبيرة من حيث أوقات العمل ومسؤلية كل شخص وآلية إتخاذ القرارات والهرم الإداري وحتى تصفية المشروع كيف تتم لو إحتيج إلى ذلك ، وتوثيق كل ذلك في عقد رسمي عن طريق محام خبير في كتابة العقود من هذا النوع .
أما الأمر الأخير الذي لن ينجح المشروع بدونه فهو الصدق والأمانة والإخلاص في العمل من الجميع طوال مدة الشراكة ، والبعد عن الحسد والشك وتعقيد الأمور البسيطة .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734