الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص بالمسؤولية الاجتماعية
تزايدت في الآونة الأخيرة ولله الحمد الاصوات الداعية إلى تبني المسؤولية الاجتماعية في الاندية وبدأت إدارات الاندية فعليا في الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية داخل أروقتها، ولعل هذه المطالبات وهذا الحراك دليل على اقتناع او على الأقل وجود انطباع جيد لدى العامة عن ان المسؤولية الاجتماعية- وإن لم يتفقوا على تعريف موحد لهاً – ستأتي بشيء مفيد للمجتمع وستكون حلاً لكثير من المواضيع التي يرونها من منظور مجتمعي اكثر علاقة بالنشاط نفسه ولكن لم يزل الاهتمام بها ضعيفا.
وهنا وقبل الحديث عن المسؤولية الاجتماعية للأندية فالمنطق ان يكون الجميع على حد سواء في فهم مصطلح المسؤولية الاجتماعية لكي يكون منطق الحوار بين الجميع في حلقة مفهومه ومنسجمة ويسهم في تحديد الاهداف وتوحيد الرؤى، ومن هذا المنطلق يمكننا تعريف المسؤولية الاجتماعية بالاستناد على تعريف المعايير الدولية والمنظمات ذات العلاقة والخبرة بهذا المجال بأنها الالتزام الأخلاقي الطوعي للمنظمات بأن تدرج في أعمالها البعد أو الأثر الاجتماعي والبيئي للمنظمة، فهي تساهم في تطوير الفرد والاقتصاد مع المحافظة على البيئة بدون إكراه بل بشكل تطوعي، كما يمكن تعريفها بأنها مسؤولية المنظمة تجاه قراراتها المؤثرة على المجتمع والبيئة من خلال الالتزام الاخلاقي الذي يساهم في استدامة الموارد وتطويرها، كما يأخذ في الحسبان جميع اصحاب المصالح المؤثرين والمتأثرين بقرارات المنظمة وانشطتها.
وعندما نطبق هذا المفهوم على الأندية الرياضية فإن مصطلح المنظمة هنا يمثله النادي، و المجال لدى الأندية الرياضية بمملكتنا الحبيبة واسع للتطبيق ولا يختصر في فعالية او ورشة عمل او مبادرة وحيدة يمكن تكرارها من الجميع، ولكن الالتزام بتطوير النادي والمحافظة على موارده التي تسهم في استمراره في البقاء بقوته الاقتصادية وملائته المالية ليتمكن من استقطاب لاعبين وتطوير المجتمع المحيط به، ورعاية النشء وتطوير مهاراتهم وسلوكياتهم، والمساهمة في جميع تعاملاته بدفع عجلة التطور والتأثير الإيجابي في جميع من يتعاملون معه من عملاء وشركاء ومساهمين وجماهير ولاعبين والجهاز الاداري والفني والموظفين والعاملين بالنادي مع الالتزام بقوانين اللعبة والنظام العام الذي يعيش تحته النادي مع المحافظة على البيئة والمساهمة في توعية الابناء للمحافظة على الموارد الموجودة واستمرارها للأجيال القادمة.
إن النشاطات الميدانية التي يقوم بها اللاعبين لزيارة المرضى او المصابين في المستشفيات والتعامل مع الجماهير بأخلاق عالية كمنح مشجع قميص اللاعب او زيارة دار للأيتام لهو من الجهود والفعاليات الرائعة ، ولكن ليست هذه فقط حدود المسؤولية الاجتماعية التي ينتظرها المجتمع، يجب على الأندية التفكير جيدا في إحداث تغيير جذري لتعاملاتها والتزاماتها وتأثيرها في مجتمعها، فعلى الأندية البدء بنفسها في تطوير اجراءاتها وحفظ حقوق النادي المالية والوفاء بإلتزاماتها تجاه الشركاء والرعاة للنادي وكذلك اللاعبين والموظفين والشركات المقاولة والجماهير من خلال مشاريع ومبادرات خارج حدود النادي، والمحافظة على استمرارية النادي بتبني الموهوبين وصقل مهاراتهم وتطوير مستوى اللعبة وحصد الإنجازات والبطولات التي ستدعم النادي بدون شك في تطوير قدراته والتأثير ايجاباً في مجتمعه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال