الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كلمة لماذا ترسم خطوط حول الهوية لايمكن لأحد تخطيها، وتجعل النظرة واضحة جداً، فحين يأتيك أحد ويعرض عليك العديد من الخيارات ستتعرف بسرعة على الخيارات القابلة للتطبيق والخيارات التي لايمكن إضافتها لمشروعك. وكذلك ستحدد هوية المشروع بشكل كبير.
فكلمة لماذا هي الأساس لبناء أي مشروع، لأنها المعتقد والدافع القوي لك ولكل العاملين معك من بداية الطريق إلى أعلى مراتب النجاح، لنأخذ مثال لتبسيط الموضوع أكثر، لماذا مطاعم ماكدونالدز لايبيعون الفواكه والخضار؟ لأن الـ “لماذا” أو الهوية لمطاعم ماكدونالدز هي بيع وجبات سريعة وبأقل التكاليف، هل الفواكة والخضار تدخل ضمن الوجبات السريعه الرخيصة الثمن؟ لا، إذاً الـ “لماذا” واضحة لديهم ومشوا عليها بكل حرص وبدون أي تخبط، ولهذا السبب أصبح لديهم هوية قوية غير قابلة للنقاش.
فتأسيس الهوية القوية سيشكل عدد كبير من المعجبين حولها، وسيدافعون عنها وسينشرونها بطريقة أسرع من أي وسيلة تسويق متوفرة، فهم حسّوا بالإنتماء لهذه الهوية وماتقف من أجله من معتقدات، وهذا من أحد ثمار تحديد الهوية. فيجب عليك دائماً تذكير نفسك ومن يعمل معك بالسبب الأوّل لتأسيس هذا المشروع، وأن هوية المشروع شيء غير قابل للتغيير فهو عنوان، قاعدة، كيان، وجود، وبطاقة تعريف لمشروعك، مثل تعريفك بإسمك أمام الناس.
وعندما تكون هوية مشروعك غير واضحة، تبدأ بالتخبط عند مواجهة أي تساؤلات حول هذا المشروع وتسمح للنقاش بأن يطول، وتستمع لكل الآراء التي تأتيك من دون معرفة ماإذا كانت تناسب هوية مشروعك أم لا.
إذاً ماهي ال لماذا لمشروعك الذي تعمل عليه؟ وهل هي قوية وواضحة أم أنها سطحية وتافهه؟ هذه الأسئلة هي بداية تحديد هوية المشروع والتي ستكون ملازمة له إلى الأبد. مثلاً هل تستطيع شانيل للأزياء أن تنشيء حساب لها في موقع أمازون لبيع منتجاتها؟ لما لا؟ الجواب يكمن في ال لماذا الذي تقف من أجله شانيل للأزياء.
إبدأ بتحديد هوية مشروعك ولاتتهاون بهذا الشيء أبداً، فهو سبب نجاح كل الشركات التي وصلت للعالمية، وكانت تحديد الهوية لديهم شيء أساسي كإتخاذ قرار مصيري في حياتهم، ومشوا عليه بكل صرامه وبشكل غير قابل للنقاش لمدة سنوات عديدة، حتى كوّنوا لديهم قاعدة جماهيريّه خيالية سهّلوا عليهم الكثير من الأمور، كالدفاع عن هذه الهوية والتسويق لها! فتخيّل كم هائل من الناس يدافعون عن شركتك ويحسّون بالإنتماء والولاء لها، ويسوّقون لها أينما سمحت لهم الفرصة! فهذه هي ثمرة تحديد ال لماذا لمشروعك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال