3666 144 055
[email protected]
binsharidah1@
لازالت الطاقة الشمسية تبهرنا كل يوم بتطوراتها السريعة والهائلة وتنوع تطبيقاتها المواكبة للمتغيرات، فهي التقنية الوحيدة الصالحة لكل زمان ومكان. فتطبيقاتها شملت أسطح المباني والمنازل ومواقف ومسارات السيارات والأراضي وسفوح الجبال وهاهي الآن ستذهب إلى أبعد من ذلك وستشمل المسطحات المائية. بالتأكيد ستكون في المرتبة الأولي مستقبلا وستتفوق على غيرها من التقنيات الأخرى من حيث الكفاءة والجودة والأسعار.
على مشارف لندن وفي بحيرة اصطناعية ضخمة يوشك الانتهاء من أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في أوروبا والتي بلغت تكلفتها حوالي 31 مليون ريال، حيث تم التخطيط لها في خمس سنوات والتي من المتوقع أن تنتهي في شهر مارس 2016م، وسيتم تثبيت أكثر من 23 ألف من الألواح الشمسية بطاقة إنتاجية تبلغ 6.3 ميجاوات على خزان “بحيرة مياه” الملكة اليزابيث الثانية قرب مطار هيثرو، وهو جزء من تعهد مياه التايمز لتصبح أعمالها أكثر استدامة من خلال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهي شركة المرافق الخاصة المسؤولة عن إمدادات المياه العامة ومعالجة مياه الصرف الصحي في أجزاء كبيرة من لندن، والهدف هو إنتاج 33 في المائة من احتياجاتهم من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020م، حيث حاليا وصلت طاقة الإنتاج إلى 12.5 في المئة.
هذا المشروع الرائع سيساهم في استخدام الطاقة المولدة لتشغيل محطات معالجة المياه المحلية مما يساعد على تقليل فواتير الخدمات للعملاء، ومن المتوقع أن تولد 5.8 مليون كيلو واط بالساعة في السنة الأولى. أيضا فإن الطاقة المنتجة ستساعد على توفير مياه الشرب النظيفة لما يقرب من 10 ملايين شخص في لندن الكبرى وجنوب شرق انجلترا والتي أيضا لديها القدرة على مد 1800 منزل بالطاقة النظيفة.
أما من الجانب العلمي فإنه سيتم استخدام تقنية تسمى (Hydrelio) للمحطات العائمة وهي تقنية تم تطويرها من قبل الشركة الفرنسية (Ciel & Terre)، والتي تسمح للألواح الكهروضوئية بأن يتم تثبيتها على المسطحات المائية الكبيرة مثل البحيرات والسدود وقنوات الري ومواقع معالجة المياه، حيث أنها تقنية فريدة من نوعها وموثوقة وعالية الجودة وتم تصميمها لتواكب جميع الظروف الطبيعية.
وقد لاحظ المسؤولون في المشروع أن لها مزايا أكثر من تلك الموجودة على اليابسة، فمن مميزاتها أنها لا تحتاج إلى أدوات أو معدات ثقيلة وجميع المواد المستخدمه فيها يمكن إعادة تدويرها، وهي أيضا تحد من تبخر المياه للحفاظ على منسوب مياه الري أو مياه الشرب وتساعد على تباطؤ نمو الطحالب وذلك بفضل الدرع الحامي للمياه من خلال الجزيرة العائمة، أيضا ستساعد على التبريد المستمر للخلايا الكهروضوئية من قبل المياه العائمة تحتها وكما أنها ستزيد من انخفاض تآكل السدود عن طريق الحد من أمواج المياه.
في الحقيقة هذا ليس المشروع الوحيد في العالم الذي يبنى على المسطحات المائية، فحاليا هناك مشروع لبناء محطة عائمة في اليابان والذي يتألف من 51 ألف من ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية. حيث قامت شركة الالكترونيات اليابانية، كيوسيرا (Kyocera) ببناء محطة توليد الطاقة الشمسية العائمة، والتي ستصبح أكبر محطة عائمة في العالم من حيث السعة، وسوف يتم بناء المحطة في سد ياماكورا ومن المتوقع أن تنتج 13.7 ميجاوات من الطاقة، وتستهدف الشركة إنجاز المشروع في شهر مارس 2018م.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734