السر في الإصرار

كم مره تستطيع أن تواجه الرفض؟ فلنفرض أنك عملت على فكره مشروع وعرضتها على شركة مختصه ليتبنوها وقالوا لك ماقدمته غير مقبول ولايمكننا العمل عليه، ماذا ستفعل؟ هل ستبحث عن شركات أخرى؟ لملمت ماتبقى لديك من عزم وحاولت الطرق على عدة أبواب أخرى وقالوا لك لا، ماذا ستفعل؟ أو بالأحرى كم مره تستطيع أن تقابل هذا الرفض وتستمر؟

في الغالب ستواجه هذا الرفض لـ 5 مرات، 10 مرات، أو حتى 15 مره لينتهي بك المطاف بلوم نفسك على أنك آمنت بنجاح هذا المشروع في يوم من الأيام وتُحوّل التُّهم على ذاتك، وأن هؤلاء الخبراء والشركات أفهم منك وبالتأكيد أن رأيهم في مدى فشل الفكره لابد أن يكون صحيحاً!

هل تعلم كم مره واجه كولنل ساندرز صاحب مطاعم كنتاكي الرفض في البدايه؟ 1009 مره قالوا له لا! مع العلم أنه بدأ في سن 65 من عمره، فمالذي دفعه للإستمرار؟ وماكانت حالته النفسيه بعد مواجهة هذا الكم الهائل من الرفض؟ بالتأكيد أنه كان يشعر بالإحباط فهو من النفس البشريه، ولكنه لايستمر طويلاً بهذا الشعور ولا يسمح للشكوك بأن تأتي إليه ولا يلقي باللوم على نفسه وعلى فكرة مشروعه! فهنا يكمن سر الإصرار، أن تكون لديك القدره على مواجهة الرفض مره بعد مره إلى أن تصل إلى ماتريده وتؤمن به.

هل تتوقع أن الإصرار أمر سهل ويمكن لأي أحد أن يتحلّى به؟ حاول أن تتخيل للحظات أنك رسمت لوحة وهي في نظرك من أجمل اللوح الموجودة في العالم، وذهبت بها لأحد المعارض كي يعرضوها وقالوا لك لانستطيع عرض اللوحة حتى في مستودع المعرض لمدى بشاعتها، حاول أن تتخيل ردت فعلك ماذا ستكون؟ وهل سيكون من السهل عليك الذهاب لمعارض أخرى وإقناعهم بعرض اللوحة؟ وفي كل مره هل تستطيع الذهاب بكل حماس وروح متفائلة؟ وكم من المرات ستستمع لهذا الرفض وتستمر قبل أن تحرق اللوحة أو تقطعها وتتخلص منها؟

هل استوعبت الآن مدى صعوبة الموضوع؟ أن تنجح هو أن تكون لديك هذه القدرة على مواجهة الرفض وفي كل مره يزيد إيمانك بالفكرة أكثر وتستمر بالمحاولة لمئات المرات حتى تنجح.