الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اقتصادية سعودية
Ameerah_eco@yahoo.com
جاءت مضامين الرؤية السعودية 2030 محملة بحزمة من الاصلاحات ايمانا من صانع السياسية بأن طبيعة التحديات المستقبلية تتطلب رؤية أكثر عمقاً وضوحاً. ورغم شمول الأبعاد التي تضمنتها الرؤية المستقبلية للتحول الوطني والتي تحدث عنها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد فإنها في مجملها تركز على جانبين ، أولهما : أن ماتم اعلانه من ملامح حول الرؤية المستقبلية يصب بشكل رئيس في احداث تغيير لعدد من المؤشرات الهيكلية التي من شأنها العمل على تقوية سياسات التنوع الاقتصادي في المملكة وهي مؤشرات ذات أولوية من خلال خفض نسبة مساهمة النفط في اجمالي الناتج المحلي وزيادة نسبة الصادرات الغير نفطية نسبة الى اجمالي الصادرات اضافة إلى تقليل العائدات النفطية من اجمالي عائدات الحكومة و تقليص مساهمة القطاع العام في النشاط الاقتصادي من خلال تخفيض برامج الدعم وخصخصة الأصول وزيادة مشاركة القطاع الخاص فضلا عن عدد من الاجراءات المساندة كتبني وقياس مؤشرات أداء للقطاعات الحكومية .
والمتوقع أن تكون جهود التنوع داخل اطار خطة الاصلاح المعلن عنها اليوم أكثر فاعلية من أي وقت مضى ، فمازلت أرى أن أي حديث عن التنوع الاقتصادي في المملكة دون احداث تغير هيكلي هو حديث غير جاد.
الجانب الثاني، أن هذه الملامح في مجملها تراهن على تحرير النمو من القيود التنظيمية والاقتصادية و تقوية الهياكل الاقتصادية لتحقيق “النمو الصحي” المستدام على المدى الطويل ،المدفوع بتطور أنشطة القطاعات الإنتاجية الذي من شأنه أن يحقق استدامة الرفاه والتخلص من المخاوف التي تفرضها تحركات أسعار النفط.
وخلال 40 عاما الماضية سجل الاقتصاد السعودي معدل نمو حقيقي يصل بالمتوسط الى 5% وقد يبدو هذا المعدل مقبولاً بشكله العام الا أن الاقتصاد في حقيقة الأمر كان ينمو بأقل من قدرته و امكانياته فضلا عن نوعية النمو ومكوناته. إن هذه الرؤية بما ستشمله من أهداف واستراتيجيات ستخلق فرصة كبرى لردم الفجوة بينما ما هو فعلي ومحتمل لتقليص خسائر الفرص الضائعة التي كان يمكن استغلالها ولا ينبغي الاختلاف بأن هناك تحدي في الطريق ولكن هناك فرص أيضا.
لقد حان الوقت أن نتعظ من تجاربنا التنموية السابقة وأخطائنا السابقة فنحن اليوم لا نواجه قصورا بالخبرة ولا الامكانيات ولا الاستعداد وكل ما علينا فعله اليوم هو أن نتشبث بالفرص.
إن صياغة الرؤية واشهارها لا تستنثني أحد من المشاركة وهذا يعني أننا جميعا فاعلون في مختلف مواقعنا ،لقد أثبتت تجربتنا التنموية خلال 40 عاما الماضية أن هناك جوانب لا يمكن اقتناءها ولا استيرادها ولا اسنادها للغير بل بناءها وتصنيعها وتنميتها .
إن الرؤية المستقبلية 2030 تحمل الكثير من التحديات إلا ان الخطر الأكبر هو عدم التحرك وما يمكن قوله هو أن الإجهاد الذي نشعر به الان قد يكون سبب تفوقنا في المستقبل .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال