3666 144 055
[email protected]
abddulkhalig_ali@
[email protected]
طاقات وطن ، كان ذلك عنوان الدورة الثامنة من ملتقى ريادة الأعمال السنوي بجدة . زرت الملتقى أكثر من مرة ، وتجولت في كل أركانه تقريبا وحرصت على الحوار مع الشابات والشباب الرائعين الذين كانو مليئين بالطاقة والنشاط والفكر والحماس ، إستمعت إليهم وأستمتعت بهم ، وأنا بين أيديهم لكن خيالي ينظر في المستقبل المشرق للوطن الذي يمثله أولئك المبدعون اليوم .
تمنيت أن أخصص مقالا عن كل ركن بل عن كل شابة وشاب من رائدات ورواد الأعمال في ذلك الملتقى، لما رأيته وسمعته منهم من وضوح في الرؤيا وجمال في العرض ورغبة في التطور وتفاؤل بالمستقبل وإصرار على النجاح . ووقفت إعجابا أمام النجاحات التي حققها أولئك الرائعون خلال مدد وجيزة رغم ما مر بهم من عقبات وصعوبات ، تجاوزوها بإصرارهم وجهدهم وقبل ذلك بفكرهم المتحرر من قيود الخوف ، والمسلح بالمعرفة والتجارب والمحاولات الملقحة نجاحاتها بمرارات التعثر التي لم توقفهم عن بلوغ أهدافهم ، بل تحولت تلك العثرات إلى ذكريات جميلة .
لذلك أنصح كل شابة وشاب أن يحرص على حضور تلك الملتقيات خصوصا ، لأنها تكتسب أهمية كبيرة لهم ، وأهمية تلك الملتقيات تختلف عن بقية المعارض الكبيرة والمتخصصة ، وإن كان للمعارض الكبيرة والمتخصصة أهميتها أيضا . لكن ملتقى ريادة الأعمال له أهميته للشباب من عدة جوانب من أهمها :
يرى الشاب في تلك الملتقيات شباب في سنه وربما أصغر منه يشقون طريقهم في مجال الأعمال الحرة بعزيمة وتفاؤل ويحققون نجاحات كبيرة بل مذهلة أحيانا ، وهذا يبعث في نفسه الأمل والرغبة في ذلك التوجه وأنه قادر على النجاح كما نجح أقرانه من الشابات والشباب .
يتعرف الشاب من واقع حقيقي على الصعوبات التي مر بها أولئك الشباب ، و على طبيعة تلك الصعوبات وأسبابها ، وكيف تغلب أولئك الرواد عليها بإصرارهم أولا ثم بإتباع إجراءات عملية مكنتهم من تجاوزها والإنطلاق في طريق النجاح . وهذا الأمر بالذات يجب أن يتمعن فيه زوار الملتقيات الشباب ليدركوا أنه لا يمكن أن يتم نجاح دون وجود عوائق من نوع ما .
وقد سألت معظم من قابلتهم من رواد الأعمال عن الصعوبات التي واجهوها في بداياتهم وكيف تجاوزوها ، لم تفاجئني الصعوبات ، لكن فاجأني طرق التغلب عليها من قبل البعض رغم بساطتها إلا أنها كانت مذهلة . وكنت أضع أمام بعضهم عقبات مفترضة قد تقع في المستقبل ، وأستمع لردود أفعالهم وحلولهم لتلك الصعوبات المفترضة ، الجميل أن الشباب كانو على أحد أمرين ؛ إما قد توقعوا تلك الصعوبات وأستبقوها بحلول جميلة فعلا ، أو أن لديهم سجلا لملاحظات الزوار يكتبون فيه تلك الملاحظات للتعامل معها لاحقا .
تلك الملتقيات تقدم الكثير من الدعم والفرص للشباب الراغب في دخول مجال الأعمال الحرة وريادة الأعمال تحديدا ، فزوار المعرض من جهات رسمية ومسؤولين ورجال أعمال ومؤسسات خاصة يحضرون من أجل التعرف على الطاقات الموجودة في تلك الملتقيات وتقديم الدعم لها ، من خلال التمويل أو التسويق أو التعاون المباشر أو الإستفادة من خدماتهم وتجاربهم وعلاقاتهم ، وهناك سيجد الشباب حلولا لمشاكلهم التي قد تعوق بدءهم بمشاريعهم الخاصة .
كل المشاريع في الملتقى ناجحة وجميلة ومبدعة وتستحق الإشادة ، لكن بعضها ملهم فعلا حتى للناجحين ، كذلك الشاب الذي بدأ كبائع متجول عند المساجد إلى أن أصبح رمزا في مجاله ويمتلك صنعة مميزة وعدد كبير من الفروع لتسويق منتجاته ، بل إنه في الملتقى كان يبحث عن موزعين لمنتجاته ، ذلك الشاب وأمثاله وقود لهمم الشباب وعزائمهم ، والتعرف عليهم عن قرب يحفز الشباب على بذل قصار جهودهم في سبيل النجاح بإستلهام تلك النماذج التي وصلت لقمة النجاح من بدايات متواضعة جدا .
الأهم من كل ماسبق ، المشاركة في الملتقى أو زيارته تساعد رواد الأعمال والمقبلين على العمل الحر على إيجاد أفكار جديدة لأعمالهم . أولا لأن معظم الأعمال المعروضة جديدة ورائعة وخلاّقة ومنها يمكن للشاب الراغب في العمل الحر إقتباس بعض الأفكار المشابهة ، من خلال توسيع الفكرة لتشمل مجالات أخرى غير تلك التي تطبقها الفكرة ، أو بتطوير الفكرة ذاتها وخلق نموذج أخر.
ثانيا قد توحي بعض الأفكار أو مجموعة من الأفكار لأصحاب الفكر المتقد بأفكار جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل . كما أن الأفكار لا تقتصر على السلعة أو الخدمة فقط بل تشمل التمويل والتسويق والتطوير وغيرها من الجوانب التي تشملها الأفكار الجديدة . فرص خلق الأفكار في مثلك تلك الملتقيات والمعارض كبيرة جدا ، بل إن كبار رجال الأعمال يحرصون على زيارتها للإستفادة مما يقدم فيها من أفكار خلاقة ومبدعة .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734