3666 144 055
[email protected]
ahmedallshehri@
يلتهمون كل شيء على حساب خاسرين بالملايين عند أي ضعف للجهاز المناعي للاقتصاد أو عند حدوث أزمة اقتصادية أو خبر سيء أو خسارة لشركة ما، إنهم البائعون على المكشوف.
فما هو البيع على المكشوف ؟ مضاربة على أصول مالية مثل الأسهم أو السندات أو الذهب أو أي ورقة مالية من خلال اقتراض ورقة مالية يتوقع هبوط اسعارها دون تملكها، ثم بيعها مباشرة، وعندما تصدق تخمينات المقترض وينخفض سعرها، يقوم بشرائها مرة أخرى بسعر أقل ويعيدها إلى السمسار، بذلك يكون حقق ربح من الفارق بين السعرين.
أما في حالة فشل تخمين المقترض للسهم و أرتفع سعر السهم فأنه سيكون أمام خسارة بشكل محدود أو لا نهائي بحسب الارتفاع في سعر السهم وعدد الأسهم المقترضة، ثم إن عليه إعادة تلك الورقة في تاريخ ما؛ لأنها ليست مٌلك له.
ببساطة ما هي إلاّ تخمين لسعر سهم و شبيه بما يتم في نوادي القمار، و المدافعين عن تلك الاستراتيجية يعتقدون أنها تحمي السوق من التضخمات السعرية، ولكن للأسف الحماية غير ناتجة من عدالة القيمة وتعادل العرض والطلب الحقيقي؛ بل لأن هنالك فريق آخر ينتظر هبوط الاسهم.
تؤدي عمليات البيع على المكشوف إلى بخس الورقة المالية سعرها العادل و تؤدي للانخفاض أخبار كاذبة أو مضللة أو أي ممارسة وهمية وغير أخلاقية أو عند وجود بوادر أزمة اقتصادية.
الحكومات تفرض يقود صارمة للبيع على المكشوف؛ إلا أنها مازالت من أبرز المسببات في كل أزمة أو كارثة مالية والبيع المكشوف عزز من نمو أسواق القروض في الاقتصاد الرمزي أو الافتراضي الذي يفوق الاقتصاد الحقيقي ب100مرة على الأقل، وهذا يمثل مصدر الأزمات المالية العالمية المتلاحقة والتي تقود إلى انخفاضات شديدة في الاسعار للشركات دون مبررات اقتصادية أو استثمارية؛ وإنما نتيجة للمعاملات الآجلة وبقروض ربوية.
تاريخ البيع على المكشوف أسود، فقد اكتوت بريطانيا بنار البيع على المكشوف في عام 1992 للجنية الإسترليني وكذلك النمور الآسيوية وهنالك عدد من الدول منعت البيع على المكشوف.
طلبت المحكمة الأوربية من الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة كبح البيع على المكشوف ومنعت بعض الدول البيع على المكشوف مثل إسبانيا و فرنسا و تركيا و كوريا الجنوبية و إيطاليا و بلجيكا واليونان في فترات ماضية؛ لما أحدثته أو قد تحدثه من تهاوي لأسعار الأسواق المالية، وفي عام 2008م منعت أمريكا البيع على المكشوف بشكل مؤقت.
الصين وبعد خسارتها 3.8 تريليون دولار بدأت في التحقيق مع شركات سمسرة للبيع على المكشوف كأول المُتهمين في تهاوي الأسعار بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية الأخر.
بعد قرار هيئة سوق المال وفتح المجال للبيع على المكشوف، الأزمات المالية ستكون حاضرة في سوق الاسهم وهذا يؤدي إلى هاوية اقتصادية حتى في ظل القيود الصارمة.
الرؤية السعودية 2030 تدعم النمو الحقيقي، ما نريده من هيئة سوق المال تنظيمات تخدم الناس ولا تقضي على ثرواتهم و دون الانجراف نحو فكرة تطوير السوق ومن خلال أدوات غير ملائمة، وتاريخ البيع على المكشوف أو البيع القصير short selling، أسود و لا يشفع له أن يكون في أسواقنا المالية.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734