3666 144 055
[email protected]
كاتب اقتصادي
YEHYE111@
مما لا شك فيه انه لا يختلف اثنان على أن رؤية المملكة 2030م التي أقرها مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مؤخراً ستنقل بلادنا إلى موقع متقدم بين دول العالم الأول على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
هذه الرؤية الطموحة والمتكاملة التي تقدم بها صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بكل ما حملته من مضامين تؤكد أننا نمضي بخطى ثابتة نحو التحول الوطني الأبرز في تاريخ الوطن منذ إعلان المملكة العربية السعودية عام 1932م حيث يتضح ذلك جليا من خلال استناد الرؤية إلى ثلاثة محاور رئيسية هي العمق العربي والإسلامي والقوة الاستثمارية الرائدة في العالم والموقع الجغرافي المتميز بين ثلاث قارات مهمة هي أوروبا وآسيا وأفريقيا والتي بلا شك أنها ستدفع بالرؤية إلى حيز الوجود ولن تبقيها مجرد خطط وآمال .
وبناء على ذلك نستطيع القول أن الرؤية المباركة في خطوطها العريضة ستعمل على تغيير واقع المملكة أرضاً وإنساناً إلى الأفضل خلال فترة زمنية قياسية لا تتجاوز 15 عاماً وبالتالي سيكون من مهام أولوياتها ومرتكزات أدائها منح الشباب السعودي مزيداً من الاهتمام والرعاية في مختلف الجوانب وعلى رأسها الجانب الاقتصادي باعتبارهم الوقود اللازم الذي تحتاجه الرؤية في العبور من ضفة الخطط والأحلام إلى ضفة الواقع والنجاحات المشهودة.
وفي هذا الاطار فقد رسمت الرؤية رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% – 35% بحلول عام 2030م حيث نعلم أن أغلبية هذه المنشآت مملوكة لقطاع الشباب وهذه النسبة تعتبر جيدة إذا ما كتب لها النجاح وهذا ما نحن متأكدون منه تماما نظرا لأهمية هذا القطاع في تنشيط اقتصادنا الوطني ورفده بأسباب المتانة والقوة.
ووفقاً لإحصائيات وتقارير البنك الدولي فقد لعب قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة دورا هاما للغاية في تنشيط اقتصاديات العديد من بلدان العالم التي حققت نسبة نمو عالية تجاوزت 9% خلال السنوات القليلة الماضية وعلى رأس تلك البلدان تأتي الصين وتركيا والبرازيل .
وإذا ما علمنا أن المملكة احتلت عام 2014م المرتبة الثالثة عالميا من حيث نسبة عدد السكان دون 29 عاماً أي بواقع 13 مليون شاب من الجنسين، وبنسبة 67 % من السكان أي أكثر من الثلثين وفقا لدراسة بحثية دولية كشف عنها النقاب خلال منتدى جدة للموارد البشرية وهذا يعني أن الشباب هم القوة المعقود عليها الآمال في تحقيق أهداف الرؤية لاسيما أن صاحب الرؤية الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد هو أحد هؤلاء الشباب وهو ما يترجم التفاعل المنتظر بين القيادة الشابة وبقية شباب الوطن للنهوض بالمملكة ووضعها في المكانة التي تستحقها بين دول العالم المتقدمة.
واذا كانت الرؤية تستهدف الوصول بالحكومة السعودية من المركز 36 إلى المراكز الـ5 الأولى في مؤشر الحكومات الإلكترونية ومن المركز 80 إلى المركز 20 في مؤشر فاعلية الحكومة، وزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 ملياراً إلى 1 تريليون ريال سنوياً فهذا يعني أن الشباب المؤهل تأهيلاً علمياً اقتصادياً ينتظره دور كبير في تحقيق هذه الأهداف لأنها لن تبصر النور بدون بناء منظومة اقتصاد معرفي حقيقي يقوده شبابنا الطموح ويترجم هذه الرؤية ويظهرها إلى حيز الوجود وهم كذلك من نعول عليهم الآمال في إدارة اقتصاد المعرفة والحكومة الإلكترونية تحقيقاً لأهداف الرؤية الاستراتيجية في تنويع مصادر الدخل حتى لا يبقى النفط المصدر الأكبر من مصادر الدخل الوطني بل أحد الروافد التي تصب في شريان الاقتصاد السعودي .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734