الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
abdulkhalig_ali@
abdu077@gmail.com
مال علىّ صديقي وزميلي في الدراسات العليا بقسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود ليقول لي أنه لم يحمل هم جلب المال أبدا وذلك في سياق موضوع المحاضرة ، سألته كيف ؟ قال أسهل ما علىّ القيام بأي عمل تجاري لفترة حتى أحقق المبلغ الذي أريده ، وأردف، السبب أن والدي في المتوسط إشترى لي ثلاجة ووضعها عند باب البيت وكنت أبيع فيها عصيرات ومثلجات وكانت تدر علىّ مبالغ كبيرة جدا ، لذلك أنا لا أحتقر أي عمل وأعرف أن كل الأعمال متى ما نُفذت بشكل صحيح وإخلاص فخيرها كثير (بإذن الله) .
بعد هذا الموقف بأكثر من خمسة عشر عام قال نفس الكلام تقريبا أحد طلابي عندما طرحت سؤالا عن من ممارسة التجارة المؤقته أو (الموسمية) ؟ لم يكن العدد الذي فعل ذلك كبيرا ، أحدهم قال “ إذا (طفّرت) إشتغلت في بسْطة شراكة مع زملائي” . وذكرا دخلا كبيرا جدا لتلك البسطة في اليوم الواحد أتحفظ على ذكره هنا رغم أنه أقسم على أنه حقيقي .
كثيرة هي الظروف التي تمنع الشباب من تأسيس عملا تجاريا دائما ، وتأتي الدراسة في مقدمة تلك الأسباب . والتجارة الموسمية غير مرتبطة بفصل الصيف ، لكن صيف هذا العام مميز جدا حيث يجتمع فيه عدة أمور كلها فرص تُسهم في نجاح أي عمل سيقوم به الشباب .
فإجازة صيف هذا العام هي الأطول تقريبا في تاريخ الإجازات الصيفية في المملكة ، وإستغلال ذلك الوقت الطويل فيما هو مفيد مسألة ضرورية جدا ، إنه عمر إما أن تكسبه أو تخسره ، وتوطين النفس على العمل والنشاط يبنى الشخصية الناجحة المنتجة المفيدة لنفسها ولمجتمعها ولوطنها . والتجارة من الأعمال التي تبني الشخصية وتحقق المال .
رمضان فرصة ليس لشباب مكة فقط الذين يعرفون جيدا كيف يجعلون من هذا الشهر الكريم وموسم الحج مصدرا لدخل يكفيهم العام كله ويفيض ، وهم أعرف بشعاب مكة ومجالات التجارة فيها ، لكن خير رمضان في كل مكان ومجالات التجارة فيه كثيرة . الفواكة والخضار الموسمية في المناطق الجنوبية فرص مناسبة للشباب هناك . ألعاب الأطفال الجماعية المؤقته مربحة جدا حسب من عمل فيها . البسطات في المناطق السياحية لبيع المرطبات والمكسرات والألعاب وأدوات الرحلات عوائدها مذهلة . شاي الجمر أصبح مصدرا أساسيا لدخل بعض الشباب الذين أعرفهم جيدا ، ويفوق دخلهم دخول كثير من أصحاب الوظائف الجيدة .
المهرجانات التي تقام في مختلف مناطق المملكة تمثل فرصا للشباب الراغب في تجارة مؤقتة وتدر دخلا جيدا . وينتهي الصيف بموسم الحج الذي أكرر أن شباب مكة وجدة يعرفون جيدا كيف يستثمرونه ، لكن شباب بقية المناطق لن يعدموا فكرة يستغلون فيها ذلك الموسم الذي كله خير .
بإختصار شديد فصل الصيف فرصة كبيرة لتجربة التجارة ولشغل الوقت فيما هو مفيد وكسب المعارف والتجارب وكسب المال بوفرة تفوق ما يتوقع كل من جرب إستغلال الصيف في التجارة ، وقد يكفيه دخل تجارة الصيف مصاريف العام كله .
أكاد أجزم أن أقل دخل لأي تجارة مؤقتة في الصيف لن يقل عن خمسة آلاف ريال في الشهر ، في أقل من خمس ساعات عمل .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال