الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عادة ما يستخدم مصطلح التفكير خارج الصندوق لوصف الحلول المبتكرة والابداعية ولكن هنا في هذا المقال سأركز على زاوية اخرى في تحقيق رؤية 2030 .
قبل فترة جمعنا عشاء مع نخبة مميزة من الاقتصاديين السعوديين من جهات ومراكز مختلفة وكان مسار الحديث يناقش رؤية 2030 كما هي اغلب الاحاديث الاقتصادية حاليا, وكانت التحليلات تعتمد على ما تم نشره من معلومات عامة عن الرؤية , فتوقعت ان الاخوة الاقتصاديين لديهم اطلاع اكثر بسبب التخصص والعلاقات خصوصا ان تحليلاتهم كانت محترفة ومبنية على اسس اقتصادية , لكن الذي عرفته انه تقريبا الجميع لم يكن له تداخل مباشر بالخطة لان الخطة اشرف على وضع اغلبها بيوت استشارات عالمية .
كانت مفاجأة بالنسبة لي ان مجموعة سعودية من الاقتصاديين المعروفين لم يكن لها دور مباشر في الخطة التي سيطلب من مختلف قطاعات الشعب تنفيذها ومن باب اولى الاقتصاديين .
نعرف ان هناك بعض الاقتصاديين الذين استقطبوا من بعض البنوك وتبعهم اقتصاديين اخرين من نفس البنوك وهذه بادرة ممتازة لكن تدل ان الموضوع اصبح علاقات ومعرفة بالأشخاص وهذا لا يقلل من كفاءتهم ولكن السؤال الذي يطرح لماذا لا نجعل الاستقطاب بشكل اكثر تنظيما ومؤسساتيا , وبما اننا نناقش رؤية 2030 وهي تعتمد على المؤسساتية والحوكمة والمعايير وادوات القياس , فلما لا يكون الاستقطاب ايضا وفقا لهذه المعايير. نحتاج الى عمل مؤسساتي للاستقطاب (هيد هونتنغ) بشكل محترف , والحمد لله البلد مليئة بالمواهب في كل المجالات .
هناك تدوير لبعض الاسماء في بعض المناصب الحكومية رغم انهم لم يقدموا شيئا يذكر وكانه لا يوجد الا هذه المجموعة التي قدمت ما لديها ولا نرى انها تملك أي شيء جديد خارج الصندوق لتقدمه , نحتاج الى وجوه جديده خارج الدائرة المعروفة , ويجب النظر لسيرها الذاتية وعملها ويتم تقييمها ومن ثم اشراك هذه الوجوه الجديدة في التخطيط.
رؤية 2030 تحتاج الصدق والشفافية وعدم التطبيل لكي تصبح واقع , وصراحة تستغرب تدوير بعض الاسماء التي لم تقدم شيء يذكر ووضعها في مراكز جديدة , بل ان بعضهم تم تدويره في اكثر من منصب واغلب خططه وبرامجه فشلت فشل ذريع .
لا الومهم فربما اجتهدوا ولم يوفقوا لكن التجديد مطلوب والبحث خارج الدائرة المعروفة للمسئولين اصبح ضرورة , فالأمم تتقدم بتجديد الدماء .
البيوت الاستشارية الاجنبية ستأخذ اتعابها وقد تراقب تفعيل استشاراتها لفترة لكن لن تبقى معنا طول الوقت , لكن الجهد الحقيقي لتفعيل الرؤية يقع على المواطن والاقتصادي وغيره , واكون صريحا اكثر فان من يعرف الملائمة بين الاستشارات والمجتمع هم الاقتصاديين والخبراء المحليين , ومن مراجعة تاريخ الدول والعالم نعرف بعض القصص عن البيوت الاستشارية العالمية قد لا تلائم كل البلدان فلكل بلد طبيعته وظروفه , وما يحك جلدك مثل ظفرك وهو الاقتصادي المحلي مع بعض التطعيم بالخبرات العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال