الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
قال تعالى: ((ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون)) الشعراء/151.
الإسراف هو تجاوز حد الاعتدال في أي شي من شؤون الحياة وقد جعل الله هناءة الحياة في التنقل بين أضداد الحياة التي هي ليل ونهار ونوم ويقظة وحركة وسكون وتعب وراحة وجوع وشبع وأكل وشرب وبطء وسرعة وأمل وحذر. فإذا أخذ الإنسان من هذا لهذا بقدر الضرورة من غير مبالغة كان الاعتدال المحمود والتوسط المطلوب وإذا بالغ في الإقلال أو الإكثار ودخل في حدود الضرر كان الإسراف.
وقد تحدث عن الإسراف أساطين العلم وأرباب الحكمة، اهتداءً بآيات القرآن العزيز وأحاديث المصطفى وآثار السلف وأقوال الحكماء والبلغاء وأمثال العرب فبينوا أضرار الإسراف.
فالأطباء نصحوا بعدم الإسراف في الأكل والشرب حفاظاً على الصحة، وأهل الرأي نصحوا بعدم الإسراف في الأمل أو الحذر، كي لا تفوت الفرصة وأهل الاقتصاد نصحوا بعدم الإسراف في البذل والإنفاق كي لا يضيع المال وينفد، وأرباب التربية نصحوا بعدم الإسراف في الشدة أو اللين حتى لا تفوت الفضيلة، وأهل الاجتماع نصحوا بعدم الإسراف في المدح أو الثناء حتى لا تكون الغطرسة.
إن الإسراف في الأكل يعطل الهضم ويفسد المعدة ويطفيء حرارتها ويوهن الأعصاب ويحبس الغازات في البطن ويضيق النفس ويولد الأمراض ويحدث الإمساك، ولهذا قيل: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.
روى النسائي والترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)).
والإسراف في الشرب يخل بحركة الهضم ويولد الإمساك في المعدة، ويورث وجع الرأس ويحدث التخمة.
فمن الإسراف تجاوز المزكي بالعطاء الكثير يوم الحصاد، وكذا الغلو في الدين إسراف.
وهكذا يكون الإسراف خروجاً عن حدود التوسط والاعتدال ويأتي بالمضرة الفادحة ويسبب الشقاء والتعاسة وهو من السيئات الفادحة والأوصاف الفاضحة.
للتواصل : zrommany3@gmail.com
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال