الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في العلوم الإستراتيجية – عضو جمعية الاقتصاد السعودية
Dhefiri_F@
يكثر الحديث حالياً عن روية 2030 وبرنامج التحول الوطني الذي طُرح مؤخراً ، ورغم إطلاعي البسيط على المقالات المنشورة ، إلا أنها وفي رأيي المتواضع لم تتطرق للمستقبل وما المشكلات التي سوف تحدث في قادم الأعوام .
كل المقالات المنشورة والمقابلات التليفزيونية أو غيرها والنقاشات في وسائل التواصل الإجتماعي كانت تتحدث عن حلول لمشكلات نحن نعيشها الآن !. أي أن رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية ، وبرنامج التحول الوطني يتحدث عن مشاكل معاصرة يرغب في إيجاد حل لها حتى لا تتفاقم ، كقضية الإعتماد الكبير على إيرادات النفط وتنويع مصادر الدخل على الرغم من أن المملكه كانت تخطط للفكاك منه منذ السبعينات الميلادية ! وأيضا في إيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين وذات دخل مرتفع وأيضاً في المشكله الكبرى وهي مشكلة الإسكان . ولذلك ، تمت صياغة هذه الرؤية وتم وضع الخطط حيز التنفيذ والبدء في العمل .
إلا أن ما يشكل خطر يعيق التنفيذ هي المشكلات التي سوف تنشأ في المستقبل ، أي أنها غير موجودة في وقتـنا الحاضر . وهذه المشكلات، ربما تكون إقتصادية أو إجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو في أي مجال آخر، ولا يمكن معرفة هذه المشكلات إلا عن طريق الدراسات المستقبلية أو الإستشرافية.
ولعلي أذكر هنا كتاب نائب الرئيس الأمريكي ١٩٩٣-٢٠٠١ أل غور بعنوان ؛ المستقبل ، ستة محركات للتغير العالمي ، والذي تحدث فيه عن ستة عوامل مهمة يمكن أن تغير مستقبل العالم .والتي كانت منها ؛ شركة الارض وهو الاقتصاد العالمي والتاثير المتبادل بين الاقتصاديات العالميه ، وكذلك في العقل العالمي وهو تاثير وسائل الاتصالات الحديثة في مستقبل العالم ، وأيضاً في ميزان القوى ومن هو اللاعب الجديد أو الفاعل المؤثر في ميزان القوى العالمي ، وهو يشير إلى الشركات العابرة للقارات.
ولذلك يجب علينا أن نفكر في المشاكل التي سوف تنشأ في السنوات القادمة وأن نضع حلولاً لها مستقبلاً ، فمثلاً يمكن لنا البحث في تأثير إستيراد التقنية الحديثة على نسبة التوظيف لعمال المصانع ؟ أو عن علاقة تقليل الأعتماد على النفط و التأثير المباشر على مستقبل الموظفين بشركة أرامكو ؟! وغيرها الكثير ، فهذه وما هذا إلا عينة من الاسئلة التي يجب أن تطرح وأن يجيب عليها الباحثون لمعرفة مآلات التخطيط في الوقت الحاضر لصنع المستقبل، والتي قد تخلق مشكلات مستقبلية لا تظهر في زمننا الحاضر .
وانطلاقاً من هذه الرؤية ، أتمنى من مراكز البحوث والدراسات أن يدعموا الباحثين فيما يطلق عليه بأجندة المستقبل ، والتي تبحث في كافة مجالات الحياة البشرية للتعرف على مقدار التأثير والتغير وحجمة وإتجاهه وسرعته أيضاً، حتى لا نكون واقعين بمشاكل أخرى مستقبلية لم ننتبه لها في وقتنا الحالي .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال