الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الأنظار الآن كلها بدأت تتركز على السوق المالية السعودية وكيف ستكون ردة فعلها على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وولوجه في العديد من المخاوف من دخول الاقتصاد في حالة انكماش، وما يهدد أيضاً الاتحاد الأوروبي من المزيد من التفكك والتمزق السياسي والاقتصادي وما يمكن أن تأتي به من أضرار وخيمة على النمو العالمي.
الحقيقة أن يوم أمس كان يوماً غير عادي من السقوط الحر في تاريخ أسواق المال في آسيا وأوروبا وأميركا، وذلك بعد التصويت غير المسبوق في تاريخ بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي، ويوم غير مسبوق أيضاً للجنيه الإسترليني الذي هوى إلى أدنى مستوى له منذ 31 عاماً، ويوم أسود لأسعار النفط المتأثرة بما أصاب الأسواق المالية العالمية من صدمة عنيفة لذلك الخروج.
فالهزة العنيفة التي أصابت الأسواق العالمية لن تكون تأثيراتها السلبية بمنأى عن السوق المالية السعودية، ولا يجهل أحد، خاصة ممن لهم ارتباط في السوق المحلية وتعاملاتها؛ أن أي انهيارات تصيب أسواق المال العالمية سوف يكون للسوق نصيب منها، وذلك بسبب المخاوف التي تصيب المستثمرين حتى لو لم يكن لتلك المخاوف أي أطر موضوعية، أو ارتباط في الاقتصاد السعودي أو بسوق المال.
هذا الارتباط المخيف أثبت حقيقته في حالات الهبوط فقط، في حين كان بعيداً في أي من حالات الصعود، وأقرب دليل أن مؤشرات تلك الأسواق سجلت مستويات جيدة وبعضها قياسية من الارتفاع وتعافت مما لحق بها في شهور مضت، في حين كان مؤشر السوق السعودي يراوح مكانه.
على كل حال، أعتبر أن أي هبوط مُرَوِع قد يطال السوق المالية السعودية في حال استسلمت للمخاوف أو تأثرت بما لحق بالأسواق المالية العالمية هو بمثابة فرص للشراء بالنسبة للأموال التي بقيت خارج السوق، فمثل هذا يحسب على أنه من الفرص المنتظرة لكثير من الأموال الذكية؛ حيث تدرك أن أوقات الهبوط الحادة هي الأنسب والأمثل.
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال