الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تنفيذي في شركة عائلية
ATALKASBI@
alkasabi@gmail.com
استكمالاً لما بدأناه معكم عن موضوعنا [الشركات العائلية بين الحياة والموت] بتاريخ 30 أبريل 2015م نبدأ معكم في تفصيل المحور الأول وهو: الرغبة من المؤسس (الجيل الأول) والأبناء (الجيل الثاني) بالاستمرار. رابط المقال الأول هنا
وقبل أن نبدأ في تفصيل هذا المحور يجب علينا أن نعرف بالشركة العائلية حيث أن هذا التعريف سيلازمنا في تفصيل معظم المحاور التي ذكرناها في المقال السابق. الشركة العائلية: هي المنشأة التي تسيطر فيها عائلة واحدة على القوة التصويتية، مثل: تعيين المدير التنفيذي، والتوجهات العامة للشركة. إن الشركات التي نجحت في الاستمرار وتحولت مع تعاقب الأجيال إلي شركات عالمية؛ هي التي نجحت في تخطي مرحلة الخلافات في كافة مراحل انتقال الإدارة من جيل لأخر، وكان لدي كل من المؤسس (الجيل الأول) والأبناء (الجيل الثاني) الرغبة في الاستمرار.
وتعتبر شركة كونغو غومي المساهمة المحدودة أقدم شركة في العالم حيث عملت باستمرار لما يزيد عن 1400سنة. وهي شركة عائلية للإنشاءات يقع مقرها في مدينة أوساكا اليابانية، وتعد شركة سنسيبريز من أقدم الشركات فى المملكة المتحدة حيث تعود إلى عام 1896م. كما ظهرت ثلاث شركات عائلية سعودية ضمن قائمة أكبر 500 شركة عائلية في العالم بعد أن حققت 13.2 مليار دولار عوائد في عام 2013، وشغلت أكثر من 80 ألف موظف، والشركات السعودية الثلاث، هي: مجموعة دلة البركة، التي يملكها صالح عبدالله كامل وعائلته، وشركة الراجحي ﺍﻟﻤﺼﺭﻓﻴﺔ للاستثمار، التي تملكها عائلة الراجحي، وشركة عبداللطيف جميل المحدودة، التي تملكها عائلة عبداللطيف جميل. وتأسست الشركات الثلاث في الأعوام 1969 و1957 و1945، واحتلت المراتب 326 و323 و348 على التوالي [جريدة الاقتصادية].
تؤكد كافة الدراسات العالمية والمحلية بأن 30% من الشركات العائلية تبقى إلى الجيل الثاني، و13% تصل إلى الجيل الثالث، و3% تصل إلى الجيل الرابع، هذا ما يؤكد ضرورة معالجة ذلك الأمر (نشرة “عائلية” عن غرفة الإحساء). لذا في مرحلة انتقال الإدارة إلى الجيل الثالث غالباً تبدأ المشكلة فيمن يدير الشركة؟ حيث لابد في هذه المرحلة من فصل الملكية عن الإدارة، أو وضع نظام واضح لكيفية اختيار المدير من العائلة، وفي دراسة سابقة للغرفة التجارية الصناعية بالرياض (دافع ومستقبل المنشآت العائلية) تعرضت الدراسة إلى بعض النقاط التي لابد للشركات العائلية من اتباعها للاستمرار وهي:
1-أهمية فصل الملكية عن الإدارة في الشركات العائلية.
2- تعظيم ملكية رأس مال الشركة العائلية.
3- الاهتمام بشفافية المعلومات عن الشركة.
4- إيجاد وسيلة لحل المنازعات بين الشركاء ودياً.
5- إعداد جيل جديد من الشركاء في الشركات العائلية.
وهناك دراسات ركزت على بعض المعوقات التي تعيق تطور الكيانات العائلية – نذكرها هنا لتلافيها – مثل:
– كبر سن المؤسس واستغلاله من بعض المقربين له.
– مركزية صناعة القرار.
– النزاع على الإدارة.
– إدارة واحدة لا جديد ولا تجديد.
– الميل نحو سرية المعلومات.
– الرقابة العائلية.
ومن المهم أن نذكر أيضاً أهمية معرفة أفراد العائلة بثقافة الملكية وثقافة أعضاء مجالس الإدارة وثقافة الاختلاف. ونقصد هنا بكيف يمكن أن يكون مالك إيجابي يعرف ما له وما عليه كمالك، ويتصرف بناءً على ذلك، وأيضاً أن يكون عضو مجلس إدارة فعال مفيد لمجلس الإدارة في الشركة، ويعرف دور مجلس الإدارة والفرق بين هذا الدور ودور المالك أو المدير ولا يتداخل بين هذه الأدوار. ومما لاحظت في الآونة الأخيرة وجود دورات متخصصة لأعضاء مجلس الإدارة يمكن للراغب بهذا المجال أن يحضرها ويتعلم أصولها وتفاصيلها، ولا يمنع أن تقوم الشركات العائلية بتشجيع أعضائها لحضورها أو عقدها داخلياً لديهم.
وأخيراً وليس آخراً نؤكد أن هذا المحور “الرغبة بالاستمرار” هو أحد النقاط العديدة التي يجب أن يراعيها أعضاء العائلات التجارية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال