شائعات انهيار السوق المالية إلى مزبلة التاريخ

ما سوف يسجله التاريخ للسوق المالية السعودية هو أنها استطاعت بنجاح تجاوز أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بالرغم من أنه لم يكن من السهل لها نظير ضخامة نسبة المستثمرين الأفراد ومجابهة ضغوط الضجيج الذي دار حولها، والمنادي بالخروج من السوق اتقاء الأسوأ، والذي تم تصويره لهم دون تثبت.

فالشائعات التي أطلقت حول السوق المالية السعودية قبل إعلان نتائج استفتاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي كانت متوالية، ولا يجهل كثير من المستثمرين ما صاحب تلك الشائعات من تحذيرات تنادي المستثمرين بتسييل أسهمهم وإبقاء هذه السيولة خارج السوق لمجابهة هذه الأزمة.

الحجة الوحيدة كانت تتركز على؛ أن مجرد إعلان نتائج الاستفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يسبب انهيارا لأسواق المال العالمية، وبالتالي ستطال تداعياتها السوق المحلية، وبما سوف تحمله من مؤثرات سلبية بجميع انعكاساتها، لكن ما يبهج هو أن تلك الحجة كانت ضعيفة وتلاشت أمام حالات التفكير العقلاني للمستثمرين من أن الأزمات تولد فرص الشراء.

لعله من المناسب أن أذكر أن من أبرز ما أنتجته حالات التفكير العقلاني التي استولت على الكثير من المستثمرين في السوق المالية، هو التركيز على الأوضاع المشجعة التي تعيشها سوق المال؛ حيث تقف فيه مؤشراتها الرئيسية والقطاعية على مستويات غير متضخمة، وتكشف فيه المؤشرات الأساسية لأسهم كثير من شركات النمو والعوائد عن أنها تنزوي إلى ما دون قيمتها الجوهرية.

كما تكشف عن أنها جذابة ومشجعة للاستثمار البعيد المدى، وقبل ذلك كله هو ما يعيشه الاقتصاد السعودي من نشوة إصلاحات استحقت الثناء محلياً، والتقدير خارجياً من قبل الدول الكبرى بعدما أظهرته الجولة الناجحة التي قام بها سمو الأمير محمد بن سلمان وشملت الولايات المتحدة وفرنسا وأظهرت نتائج ملموسة سياسيا واقتصادياً سوف يكون لها آثارا ايجابية في المستقبل القريب.

ما ثبت هو أن شائعات انهيار السوق المالية التي صاحبت استفتاء خروج بريطانيا قبل إعلان النتيجة النهائية ذهبت إلى مزبلة التاريخ، وزالت الشكوك، وبقي اليقين الذي ساعد وسوف يساعد على إبعاد السوق المالية عن تداعيات أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ويبقيها أن تكون جاذبة وغير طاردة.

نقلا عن الرياض