الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
dalsmyran@
dlalsomyran@gmail.com
نجول ونجوب وتبقى أعيننا معلقةً مفتونة بمستقبل مملكتنا الحبيبة والذي نتطلع إليه بعد الجهود الفذة التي أنتجتها رؤية 2030، والتي تنم عن حصيلة فكر وثمرة جهد، تنصب قيمتهما فيما سيصنعه وسيبذله أجيال هذا الوطن بالمقابل. قُدمت لنا محاور الرؤية بشكلٍ واضح ومفصل وسلطت أنظارنا وتركيزنا على المستقبل الذي تهدف إليه هذه الرؤية الطموحة، وما بعدها يقع على عاتقي وعاتقك وعاتق كل مواطن ومواطنه تريد أن تساهم في تحقيق هذا الحلم!
لذلك لا تظن للحظة واحدة أن التحول الذي ترجوه من رؤية 2030 سيكون تحولًا تلقائيًا أو يدًا سحريه! بل تذكر دائمًا أنه مقدار ومحصلة نهضتنا وبذلنا لهذا الوطن، ولعل المعضلة التي لا نرجو مواجهتها تكمن في سوء فهمنا لمفهوم التنمية، الذي يُفسر دائمًا بربطه بكل إجحاف وتظليل بالتنمية الاقتصادية فقط والتي بدورها تُفسر بالتصنيع وحسب. فالتنمية التي نصبو إليها هي أبعاد متعددة لجوانب عدة منها: التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية؛ وهي العملية الشاملة لكافة الأنشطة الكفيلة بتحقيق حياة الرفاهية.
فالفيصل في فاعلية وتحقيق رؤية 2030 يكمن بارتباطها ببناء الإنسان وتطوير كفاءاته واحتضان قدراته، عن طريق اكتشاف موارد المجتمع واستغلالها بشكل أمثل لتحقيق طاقة إنتاجية قادرة على تحقيق الهدف، ومن هنا يسعنا أن نقول أن الشرط في نمو هذه الإنتاجية ناتج عن أداء المجتمع بأكمله دون قطاع وحيد ولا اعتماد على خبرات خارجية فحسب.
نحن الآن في تحدٍ مع المستقبل، وما كنا نخشاه ونسميه بمرحلة ما بعد النفط قد أصبح مستقبلًا ننتظره بدل ترقب حدوثه، ويأتي على رأس قائمة استثمارات ما بعد النفط الطاقة البشرية، والتي تشكل بدورها الثروة الحقيقية! فالتأهيل المدروس على أسس صحيحة هو الضمانة الرصينة بعد توفيق الله على تحقيق الأهداف المنشودة من رؤية 2030. لأننا نريد اقتصاد منتج، ولأننا نريد إدارة فعالة، ولأننا نرفض الفساد ونطمح لنشر الثقافة المجتمعية؛ يكون الإنسان الركيزة الأساسية لبناء كل ذلك.
بدأت عجلة التنمية باتجاهٍ صحيح، فلا تدعونا نهدر الجهد المبذول لتنحرف، دعونا نغير صورة المجتمع الذي يحيا على الاستهلاك والاستيراد ولا يعرف إلى الإنتاج سبيلا!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال