الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في العلوم الإستراتيجية – عضو جمعية الاقتصاد السعودية
Dhefiri_F@
نقل الدكتور عبدالعزيز الدخيّل في كتابة ” التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية ” والصادر سنة ٢٠١٢ من دار الساقي، مقالاً كتبه الدكتور فاروق أخضر في جريدة الجزيرة في العام ١٤٠٢/١٩٨١.
وتحدث الدكتور فاروق عن إشكالية الإنتقال لمستقبل ما بعد النفط، وأن هذا المستقبل لن يخيفنا ما دمنا مستعدين لذلك. ولقد رسم لنا الدكتور فاروق معالم الاقتصاد السعودي في المستقبل فكانت فيما يلي:
١- استكمال التجهيزات الاساسية
٢- وجود أعداد من الكوادر المدربة والمتعلمة
٣- تطوير قطاع السياحة
٤- تطوير الثروات المعدنية الاخرى.
٥- تطوير إستخدامات المياه المالحة.
٦- تطوير استخدامات الطاقة الشمسية
٧- تطوير مجال استخدام الذرة.
٨- أي صناعة تثبت جدواها.
وقد علق الدكتور عبدالعزيز الدخيّل على هذا المقال بشكل مسهب في كتابة ، وأن هذا ضرباً من ضروب الخيال وأن هذا التنبؤ يفتقر إلى النظرية الاقتصادية المتكاملة والمبنية على تفاعل كل من الاستثمار والادخار والانتاج .
لا شك بأن ما ذكره الدكتور عبدالعزيز بخصوص تفاعل هذه العوامل الاقتصادية مهمه جداً، وانها سوف تبني إقتصاد متين يعتمد على نفسه داخلياً ولا يتأثر بعوامل أخرى كإنخفاض الأسعار العالمية للطاقة او غيرها. ولكن لننظر للأمر من زاوية اخر ولنقيّم ما ذكره الدكتور فاروق في النقاط الثمانية السابقة ولنرى هل فعلاً تحقق ذلك أم لا؟
في النقطة (١) بخصوص استكمال التجهيزات الاساسية، فإنه وحتى هذه السنة ٢٠١٦، أي منذ ٣٥ عاماً تقريباً ونحن نعاني نقص في التجهيزات الاساسية في المدن الكبرى ناهيك عن المدن الصغرى، كما ان المواصلات الرئاسية كالميترو الداخلي والقطار الذي يربط المدن بين بعضها لم تستكمل بعد.
في النقطة (٢) بخصوص استكمال الكوادر المدربة والمتعلمة، لا شك بأن هناك تطور في عدد الجامعات والمعاهد والطلبة وزيادة الطلب على الدرجات العليا كالماجستير والدكتوراه وانتشار معاهد التدريب الخاصة ايضا ولكن هذا لا يعني بان المخرجات يمكن الاعتماد عليها! وما يدلل على ما ذكرته هو قلة الإنجازات والاختراعات التقنية والصناعية مقارنه مع دول متقدمة أخرى. وهو بسبب ضعف مخرجات التعليم بشكل عام.
اما فيما يتعلق بالنقطة (٣) بخصوص تطوير قطاع السياحة، فهذا القطاع يعتمد على قطاعات اخرى واهمها المواصلات والنقل كالمطارات، وكذلك على نوع الترفيه المقدم في المدن السياحية. كما أننا في هذا العام ٢٠١٦ وضعنا رؤية ٢٠٣٠ في الاستثمار في القطاع السياحي والذي ارتكز بشكل أساسي على استثمار الأماكن المقدسة بالمقام الأول.
وفيما يتعلق بالنقطة (٤) عن استغلال الثروات المعدنية، فلا نزال حتى اليوم نحاول تحقيق الاستثمار الامثل هذا القطاع الهام ولم يتحقق الكثير حتى اليوم.
وفيما يتعلق بتطوير استخدامات المياة المالحة في النقطة (٥) اعتقد بان هذه الاشكالية تشبة إلى حد كبير مشكله الاسكان، والتي لم تجد لها حلاً. وعند قراءة الواقع في هذا اليوم نجد ان كثير من المدن الصغيرة في المملكة تعاني من نقص المياه الصالحة للشرب.
وفيما يخص النقطتين (٦) و (٧) والتي تتحدث عن استخدامات الطاقة الشمسية والذرّة . فنحن هنا نحتاج على الاقل ١٠ سنوات لنرى ماذا يمكن ان نحقق في حال بدأنا اليوم. وكذلك نحتاج الى دعم الدول المتقدمة في مجال الذرّة والطاقة ايضا وهذا لا يأتي بسهولة.
واخيراً، إذا كان الدكتور فاروق قد كتب مقاله في العام ١٩٨١، اي قبل ٣٥ عاماً من يومنا هذا. فما هو حالنا اليوم لو ان كل ما ذكره، او لنقل نصفه قد تحقق؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال