3666 144 055
[email protected]
واجه السعوديون ساعات عصيبة وهم يراقبون الحال في تركيا. كثير من الأسر السعودية تقضي صيفها في تلك الديار الرائعة، بل إنني شاهدت مقاطع لقرى أغلب من يسكنها سعوديون. سأغامر وأقول، إن لدينا كثيرا من المواقع السياحية التي تقترب في جمال طبيعتها من مناطق تركيا إلى حد بعيد.
إلا أن البنية التحتية وخصوصا الخدمات، وتركيبة الشعب التي أصبحت قريبة جدا من السعوديين، إضافة إلى المساحات والأسعار التي لا تزال ضمن إمكانات المواطن السعودي من الطبقة المتوسطة، إضافة إلى توافر كثير من المكونات السياحية الجاذبة كالمطاعم والمراكز التجارية والخبرة الطويلة في المجال والمستوى العلمي للعاملين في القطاع تدفع بمزيد من السياح لاختيار هذه الدولة.
أهم العناصر التي تجذب السعوديين لتركيا هي كون الدولة مسلمة وتتوجه باستمرار لتطبيق الشريعة الإسلامية خصوصا خلال السنوات الـ 15 الماضية، وهو عكس ما يحدث في أغلب دول العالم الغربي. يرحب الأتراك بالسعوديين وهو أمر لا يحدث في دول غربية أخرى، الخلافات الفكرية والثقافية والاجتماعية تدفع بمزيد من السياح للتوجه إلى تركيا.
تبقى مشكلات الإرهاب ومحاولات التأثير على أمن الدولة من أهم العوائق التي يمكن أن تؤثر على تطور قطاع السياحة. وهو الهم الأكبر لتركيا بعد أن تخلصت من المحاولة الانقلابية. تلك المحاولات أثرت على حجم السياحة في العام الحالي، وقد تؤثر على مواسم سياحية أخرى إن لم تتمكن الدولة من السيطرة على الأمن وتتمكن من إيقاف هذه العمليات الخطرة.
إن موقع تركيا وعلاقاتها المعقدة مع جيرانها والأزمة المستمرة في سورية والعراق وتدخلات إيران وروسيا في المشهدين، ومحاولات الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية خلخلة الوضع والسيطرة على الأحداث وتسييرها في اتجاه معين، إضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين الذين تتعامل معهم نيابة عن دول أوروبا كلها. كل هذه الأمور كانت لتجعل أي دولة أخرى تفقد جاذبيتها السياحية، لكن تركيا لم تفقد تلك الجاذبية.
هذا يعني أن أهم أولويات تركيا هي إحداث توازن وأمن في المنطقة لتتمكن من التركيز على الذات وتطور إمكاناتها وزيادة تنافسيتها الاقتصادية التي أوصلتها إلى المركز الـ16 خلال 15 سنة متقدمة بذلك أكثر من مائة مركز مقارنة بدول لا تعاني ولو جزءا بسيطا من التحديات التي تواجهها الحكومة في تركيا.
نقلا عن الاقتصادية
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734