الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
abdulkalig_ali@
abdu077@gmail.com
كان لأحد التجار محلا يبيع سلعا متنوعة في شارع قابل بجدة ، وكان ذلك المحل كبيرا ويتميز بوجوده في إحدى أفضل زوايا الشارع. ويعد ذلك الرجل من أهم تجار شارع قابل ، ووضعه المادي ميسورا جدا .
في بداية الإنفتاح التجاري على اليابان ، عندما كانت السلعة اليابانية مذمومة في السوق ويطلق عليها (جاباني) تحقيرا ، زار ذلك التاجر وفد شركة دبابات وسيارات من أقدم شركات السيارات في اليابان تعرض عليه وكالتها للدبابات مقابل أن يجهزوا له المحل ويكون معرضا لمنتجهم ، بذلوا معه أقصى درجات الإغراء لكنه رفض ، وكان سبب رفضه حسب المقربين منه أنه لن يعتمد على سلعة واحدة ماذا سيفعل إذا فشل تسويق تلك السلعة .
أضطرت الشركة للذهاب لتاجر أخر من تجار جدة ، أصبح أحفاده الأن من أكبر تجار المملكة بسبب قبولهم بوكالة تلك الشركة ، أما ذلك التاجر فقد مات فقيرا مقارنة بما كان عليه من خير .
لم تعد تلك النظرة القاصرة عن تسويق سلعة واحدة وخاصة كما كان في السابق ، وحلم كل تاجر أن يكون له منتجه الخاص الذي يسوقه ويتخصص فيه ويعرف به . إن وجود تلك السلعة الخاصة يعني وجود مصدر دخل دائم وشبه مضمون ، بل سماه بعض رجال الأعمال الدجاجة التي تبيض ذهبا ، وهو كذلك فعلا .
فكيف تكون لك تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا ؟
أسهل الطرق التي استخدمها الكثيرون ونجح بعضهم فيها وهي تحديد المجال الذي يرغب العمل فيه وتحديد السلعة أو السلع المناسبة في ذلك المجال ، ثم الذهاب للصين وتصميم سلعة خاصة شكلا ومضموما وعلامة تجارية ، وتصنيعها هناك وتصديرها للسوق السعودية . رغم نجاح هذه الطريقة مع الكثيرين إلا أنه يعاب عليها شدة المنافسة خصوصا من سلع العلامات المشهورة في نفس المجال ومن كبار التجار . لكن الأصعب هو تحقيق شروط ضمان بعض السلع وتأمين الصيانة وقطع الغيار لها بإستمرار . معظم السلع من هذا النوع يفشل أصحابها في الإستمرار في توريدها بسبب شراسة المنافسة .
الطريق الذي أنصح به الشباب هو البحث في مشاكل المجتمع أو رغباتهم التي لم تتحق والعمل على إبتكار أو تطوير حلول لتلك المشاكل والرغبات ومن ثم تصنيعها ولو محليا وتسويقها ، ولمزيد من الخصوصية تسجل براءة إختراع لذلك المنتج . والتسجيل سوف يستغرق وقتا وجهدا ومالا لا يستطيعها معظم الشباب وعوائده المالية المستقبلية غير مضمونة . والتصنيع والتسويق مباشرة دون تسجيل براءة يدر مالا ويختصر كثيرا من الوقت والجهد ، لكنه لا يحمي السلعة من السرقة .
نجح بعض الشباب في تطوير أفكار خدمية إلكترونية متميزية بعضها آخذ في الإنتشار والتوسع ، لكن الحلول التصنيعية لازالت محدودة بل معدومة تقريبا . صحيح أن إنشاء مشروع صناعي ليس سهلا وتحديدا إذا كان قائما على فكرة خاصة لا مثيل لها في السوق ، لكن قيام ذلك المشروع يعني إستمراره لفترة طويلة من الزمن ، بل إن المشاريع الصناعية هي الأطول عمرا من أي مشروع تجاري أخر . وعندنا في المملكة أكثر المشاريع بقاء بعد رحيل مؤسسيها ، هي وكالات الشركة العالمية ، والمشاريع الصناعية ، بينما معظم المشاريع التجارية الأخرى يتم تصفيتها بعد رحيل المؤسس .
نظرة سريعة على مشاريع ريادات الأعمال التي يقيمها الشباب نجد أن معظمها في قطاع التغذية ثم مجال المنصات التقنية المختلفة ، بينما مجالات مثل التصنيع والزراعة والمهن الخدمية لا يكاد يوجد به أحد من رواد الأعمال .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال