الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
fahadalthenyan@
عضو معتمد لدى معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي
اقتصاديات المعلومة هي فرع علم الاقتصاد الذي يدرس كيفية تأثير المعلومات ونظم المعلومات على الاقتصاد بشكل عام والقرارات الاقتصادية بشكل خاص. “من خصائص المعلومة أنها سهلة الإيجاد لكن من الصعب الوثوق بها؛ أنها سهلة الانتشار لكن من الصعب التحكم بها. إنها ببساطة تؤثر في جميع القرارات.” بث ألين، 1990م.
في زمن تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الوصول للمعلومة أكبر سهولة و”ظاهرياً” أقل تكلفة مما كان عليه في الماضي. مساهمة هذه الوسائل تكمن في خفض تكلفة إنتاج المعلومة وتوفيرها لأنها سلعة هناك طلب عليها وهناك من يريد أن يدفع مقابلاً للحصول عليها كما أن هناك تفاوت بين العملاء من حيث مدى رغبتهم أو حاجتهم لمعلومة معينة وبالتالي تقييمهم لها.
عموماُ هناك خطأن شائعان يرتكبهما الكثير من مستخدمي أو متناقلي المعلومة نتيجة للثقة الزائدة في المصدر أو التساهل في الأمر أو لأغراض شخصية. الخطأ الأول يرتبط بعدم التحقق من صحة المعلومة أو دلالاتها المباشرة، والثاني هو مدى علاقة المعلومة المستخدمة، فقد نستخدم معلومة صحيحة ولكن في غير موضعها الصحيح أو نربط حدث ما بمعلومة صحيحة لكنها غير ذات علاقة ومسألة أن يسبق حدث ما حدثاً آخر لا يعني السببية إطلاقاً.
المعلومة الخطأ لا تؤدي للقيام بالاستثمار الخاطئ فقط، بل قد تؤدي لتفويت فرص ثمينة؛ وهنا تظهر التكلفة اللاحقة وغير المباشرة للمعلومة والتي لا يأخذها الكثير في الحسبان. إنَّ مسألة وجود طلب على معلومة ما يدل أيضاً على أنَّ لها استخدامات وأهمها الاستخدام كمدخل في عملية صنع قرار ما قد يكلف الكثير إذا تم استخدام المعلومة الخطأ. وجود الطلب على خدمة ما كخدمة تأجير السيارات مثالاً لا يعني إثبات الجدوى وبالتالي الاستثمار فيها مباشرة بدون اعتبار لجانب العرض وعدد مقدمي الخدمة الآخرين وتوقعات نمو الطلب المستقبلي.
في مرحلة عنوانها التحول الشامل لا بد من التغيير في الطرق التي نعمل بها، وهذا ما يبدأ بتقييم الاوضاع ومن ثم وضع الأهداف الصحيحة وبرمجتها قبل الدخول في عملية قياس مدى الإنجاز مقابل الأهداف الموضوعة وبناءً عليه عمل اللازم لتصحيح الانحرافات أو المحافظة على ما تم إنجازه والاستمرار في المسار الصحيح. هذا ما يطلق عليه عملية إدارة الآداء.
هل يمكننا أن نتخيل عملية إدارة آداء تسهم في تحقيق أهداف برنامج تحول وبالحجم الذي نرجوه بلا نظم معلومات داعمة لها؟! النظم التي أتحدث عنها ليست البرامج الإلكترونية ولا الموارد المادية؛ بل نظم إنتاج المعلومات بدءاً بتطوير المعلومة ومروراً بتقييمها ونهايةً بتقديمها للمستخدم النهائي الذي لن يستفيد إلا من معلومة تخضع لمعايير جودة متلازمة أهمها مدى علاقتها بالقرار المتوقع صنعه وتوفرها في الوقت المناسب.
وللتذكير فالتحول هو ليس سوى المرحلة الأولى في مسيرة التغيير، وتوفر المعلومة سيعزز قطاع البحث والتطوير كذلك وهذا ما سيدعم السعي نحو الوصول لمرحلة الاستدامة (الاستمرارية) وهي مرحلة ما بعد التحول؛ مرحلة تتطلب نظم معلومات يُعتَمد عليها؛ مرحلة لا مجال فيها للارتجالية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال