الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كاتب متخصص في رأس المال البشري
رئيس قطاع خدمات الشركات – في شركة حكومية
a7madalsalem@
مصطلح المسؤولية الاجتماعية له بريق دعائي جذاب تستغله بعض الشركات لتحقيق أهداف من نوع اثنين في واحد ، فهو يعطي انطباع أولي أن الشركة لها مساهمات مجتمعية و مسؤلية اجتماعية – وان كانت مفرغة المحتوى – وفي نفس الوقت تفرد لهذه الشركات مساحات للتلميع والتميلح التسويقي ان جاز التعبير.
من ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية برامج التدريب الصيفي التي لها في الأصل أهداف نبيلة و غايات هادفة لزرع ثقافة العمل في النشء وتجسير لشباب المستقبل لاستكشاف بيئات العمل وتحدياته والمساهمة في استثمار جزء من العطلة الصيفية في خوض وقت مفيد ومثمر من خلال سبر أغوار تجربة العمل المنضبط والتعلم من خلال التدريب على رأس العمل وتعلم المهارات الأساسية في اخلاقيات العمل.
هذا هو الأصل في التدريب الصيفي.. أما الواقع فهو للأسف في غالب الأحيان بطالة صيفية مقنعة ! يتم تسجيل الطلاب وتخصيص مكافآتهم والتباهي والتصوير بانضمام اعداد من الطلاب ولكن يتم تفريغ هذه التجربة من محتواها من خلال عدم اسناد اي مهام لهذه القوى البشرية الصيفية الناشئة والمتعطشة للمعرفة والتعلم والراغبة في المساهمة و الانجاز. وهنا قد تنحو التجربة الى منحى آخر معاكس تماماً للغاية التي من أجلها سعت وزارة العمل وأكدت على تشجيع / اجبار الشركات لاستيعاب اعداد محددة من الطلاب كل صيف.
وقد تنتهي فترة التدريب الصيفي ويجد الطالب نفسه قد خرج بمحصلة معرفية وخبرات عملية لا تتجاوز الصفر في المحصلة ولا نتحدث هنا عن المكافأة المادية التي تفقد قيمتها اذا جاءت مقابل لا شيء ! وللأسف تساهم الشركات التي لا تولي الاهتمام اللازم في تفعيل دور المتدربين الصيفيين في خلق مفهوم مشوه لبيئة العمل لا يعدو عن كونه معايشة يومية لهذا المتدرب عبر ملاحظته واستنتاجه ان بيئة العمل هي مجرد مكاتب هادئة مناسبة تماما لمراجعة رسائل الواتس آب المتراكمة والاطلاع على ما يستجد في وسائل التواصل الاجتماعي والتعرف عن كثب على محتويات الهاتف الجوال الخاص بالمتدرب وانتظار ساعة الفرج / الانصراف ليكون يوما مملا كسابقه لا تعطى فيه الفرصة للمتدرب للمشاركة والاسهام والتعلم حسب ما هو متوقع في مثل هذه البرامج. وقد يتفاقم الأمر في بعض الجهات ان تطلب من المتدرب صراحة ان لا يرهق نفسه بالحضور اليومي مع وعد بأنه لن يتم خصم اي مبلغ من المكافأة الشهرية!
مثل هذه الممارسات اللا مسؤولة من بعض الشركات لها تأثيراتها السلبية علي الغايات الاساسية التي من أجلها يتم تشجيع الطلاب للانخراط في التدريب الصيفي وتؤثر بشكل مباشر في خلق ثقافة عمل يكون الانجاز والتخطيط ليس من مكوناتها! ويبقى دور وزارة العمل في المتابعة النوعية وليست الكمية للتدريب الصيفي في الشركات غائباً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال