الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
m_shalhoob@
كُنت أرغب أن ابدأ مقالي هذا بقصة مقنعة ومؤثرة .. إلا أني اكتشفت أن الواقع هو القصة الحقيقية المؤثرة جدا لكنها تنتظر الراوي ..
لن أكون الراوي؛ لكني سأكون المرآة التي تعرض لنا واقع نعيشه، ولا نرى الصورة الكبيرة منه .. أو أنه تم تضليلنا عنها، أو ربما أننا نفتقد الوعي للرؤية الصحيحة الكاملة للأمر!
“الإحتياج” هو الموضوع الأساسي في كل القصة.
الحاجة لسكن واستقرار بعيدا عن الإيجار.
الجزء الأول من القصة منذ عدة أعوام مضت كانت الخيارات متاحة بشكل أكبر، وكان أحد الناس واقفا موقف المتفرج إعتمادا على فكرة طرأت وتبناها العديدين، ومفادها أن الأسعار ستنخفض إلى النصف قريبا! وهنا ابتهج وصدق الفكرة، وظل واقفا .. إستمر وقوفه فترة من الزمن لم يتغير الحال؛ زاد عدد الوقوف جانبه ولم يجدون مخرجا لهم، وأصبح الوضع اسوأ من السابق، فأسعار المعيشة في ارتفاع ومازالوا واقفين .
الجزء الثاني يتمحور حول مٌصِّدري الأفكار .. ممكن القول أنهم جماعة من الباحثين عن الإهتمام، ويحلمون بأن يكونوا (روبن هود) العصر الحديث، ولكن للأسف إنقلب الحال .. فهم لم يكونوا منقذين للفقراء أبدا؛ بل أنهم قطعوا طريق الأحلام ومنعوها أن تتحول لواقع ومازالوا.
الجزء الأخير من قصتنا يدور حول مطور عقاري؛ حاصل على موافقة رسمية من الدولة كمستثمر ومطور في توفير أحد حلول الإسكان، وراغب بالعمل لايمكن أن نقول أن أحدهم سيعمل بالمجان، فهو يعمل ويجتهد، ولكل مجتهد نصيب .. بعد أن فُتحت بوابة تحقيق الحلم لمن هم بأمس الحاجة “لسكن” تصدى لها قُطّاع الأحلام وحاربوها من منطلق أن المشروع لا يمكن أن نراه بأم أعيننا !
وكيف لنا أن نحقق رؤيتنا إن لم نكن بعيدي النظر، فرؤية السعودية 2030 لا نراها بأعيننا هل هذا يعني أن لا نعمل على تحقيقها !
وهل كل طريق لم يبدأ بخطوة ؟
أعلم أن البدايات تكون صعبة عادة؛ لكن الرحلة تكون أجمل إذا عملنا بجد ورغبنا بها بشده .
البرنامج المطروح بين الُمشرع (وزارة الاسكان) والمُنفذ (القطاع الخاص) بنظام -البيع على الخارطة- لم يكن جديدا، ولم يستحدثه المطور إنما قام مشكورا بفتح باب يسهم بسد القليل من الإحتياج، وفي ظل حاجتنا لتوفير أكثر من مليون وحدة سكنية، نتمنى أن تفتح بوابات السكن في المدن الرئيسية، والتي تشكل الإحتياج الأكبر فلا يمكن الإكتفاء ببوابة شرق واحدة بل نحتاج لبوابة في كل جهة من الجهات الأربعة.
وستستمر الحاجة، وسيستمر العمل، والحياة عبارة عن خيارات وفرص، ومن يغتنم الفرصة المناسبة له لن يندم مستقبلا أنه تحرر من الوقوف مع المتفرجين؛ بل سيتمتع بما كان يحلم به، فالواقف هناك يبحث عن فرصته يجب أن لا يدعها تمر دون اقتناصها .. مادامت هي خيار غير مجبر عليه.
عليك اختيار الأفضل لك ولأسرتك، ولا تنظر لمن يقطع طريق حلمك ليحقق هو حلمه .
سؤال أخير للوقوف: لماذا لا يجتهد قُطّاع الأحلام ويحققون أحلامكم؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال