الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
النفط الصخري أو الزيت الصخري كما يحب البعض تسميته لم يكن وليد لحظته فقد عرف النفط الصخري في القرن الرابع عشر وكان يستخدم في التدفئة في ذلك الوقت إلى إن تطور العلم على مدى القرون المتتالية حتى القرن التاسع عشر مما أدى لإنتاجه كمادة سائلة نفطية قابلة للتكرير واستخلاص منها شتى أنواع الوقود بعملية هدرجه(الهيدروجين) وإزالة الشوائب (الكبريت) ولكن تجاريا لم يكن مربح إلى حتى بداية القرن العشرين حين بلغ سعر البرميل من النفط التقليدي فوق 100 دولار للبرميل ازدهرت تلك الصناعة وبدأت دول تصدر النفط الصخري على رأسها أمريكا مما اثر على حصة إنتاج دول أوبك ودول خارج أوبك وبدأت ساحة التصدير تتغير وخارطة المنتجين تتبدل فأصبحت دول مستهلكه كبرى مصدره كبرى وهنا استفاقت دول النفط التقليدي من سبات عميق وحاولت تدارك الموقف ولم يكن من بد أمامها سوى إغراق السوق النفطية بكميات فوق حاجة السوق حتى يقل سعر برميل النفط والذي هبط هبوط دراماتيكيا إلى أن وصل بحدود 25 دولار للبرميل فظن البعض أن هناك مؤامرة سياسية تحاك ضد دول لتحجيم دورها السياسي في المشهد العالمي السياسي وهذا ما يحصل أحيانا كأن يستغل النفط كورقة ضغط ولكن ليس هذه المرة فقد غفل البعض عن أن ما يحصل هو ردة فعل لخصم منافس بدأ يسحب خصمه منه البساط من تحت قدميه وخاصة دولة أوبك والتي لا تشهد تنوعا لمصادر دخلها.
ماذا يعني أن تصبح دول كأمريكا والصين ودول أوروبيه ودول أمريكا الجنوبية من اكبر مصدري النفط؟؟
يعني أن السوق الذي كانت الدول النفطية سابقا تصدر لها وتعتمد في بيع نفطها عليها أصبحت تلك الدول لديها اكتفاء ذاتي بل والطامة الكبرى أنها أصبحت لديها القدرة على التصدير للأسواق العالمية! إذ لم يعد باستطاعة دول النفط التقليدي بيع إنتاجها لدول عدة اذا ماستمر انتاج النفط الصخري فكانت الضربة القاصمة التي سكددتها دول النفط التقليدي لدول النفط الصخري هي الهبوط بأسعار النفط بشكل كبير حتى تتوقف عمليات الاستكشاف والإنتاج ويمل المساهمين في تلك الشركات الداعمة لعمليات استكشاف النفط الصخري من الخسائر المستدامة. ففي بدايات القرن التاسع عشر كانت تكلفة سعر برميل النفط الصخري تبدأ من 70 إلى 80 دولار تقريبا للبرميل الواحد حتى تطورت التكنولوجيا وأصبح سعر برميل النفط الصخري يكلف قرابة ال50 دولار للبرميل لاشك أن هذا السعر من التكلفة مرتبط بجيولوجيا البلد المنتج للنفط الصخري وتكلفة الأيدي العاملة فروسيا هي الأولى عالميا باحتياطي النفط الصخري ولكن لعمق الآبار ولصلابة الأرض هناك فأن الإنتاج مكلف مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية التي تحوي على ثاني اكبر احتياطي للنفط الصخري بالعالم ولكن طريقة الإنتاج غير مكلفه لطبيعتها الجغرافية وتوافر مصادر المياه ,وما زالت التكنولوجيا مستمرة لتخفيض التكلفة فقد قامت شركة شل بتطوير أبحاث بحيث تستغني عن استخدام المياه لأن استخراج برميل نفط صخري واحد يستهلك خمسة براميل من المياه العذبة وذلك باستخدام الرمل المخلوط بمواد سائلة كيميائية غير مكلفة وكذلك استحداث طريقة ال(Freeze wall) وهي تكنولوجيا تجميد الأرض والتي تمنع خلط المياه الجوفية مع النفط الصخري مما يجعلها لا تحتاج إلى عملية فصل المياه عن النفط بعد استخراجه ولازال العلم في تطور. وتعكف حاليا دول عربية على الاستفادة من النفط الصخري في محطات الوقود كالأردن التي وقعت عقد مع شركات عالميه لهذا الغرض ,والجمهورية الليبية تتصدر قائمة الدولة العربية من حيث احتياطي النفط الصخري ولدينا أيضاً الجزائر والأردن والمغرب ومصر وتونس وموريتانيا وسوريا والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة.
المطلوب من دول أوبك عدم الالتزام بسقف إنتاج معين وهذا ما سيحدث كما حدث في اجتماع قطر وأيضا سيحدث في اجتماع الجزائر, ويجب أن تضع دول أوبك في اعتبارها سعر برميل النفط بين 30 إلى 50 دولار لكي يدرج في موازنتها العامة فالأسعار القديمة لن تعود كما كانت بسبب الابن العاق الذي اضطر دول أوبك على التكييف على الأسعار المنخفضة.
كما أود أن اثني على خطوات المملكة العربية السعودية في عمليات الاستكشاف عن الغاز الصخري الذي رصدت له ارامكو ما يقارب 20 مليار دولار في شمال المملكة العربية السعودية وأيضا في الربع الخالي في الجنوب لاستخدامه في محطات توليد الكهرباء والتخفيض من استهلاك النفط داخل البلاد والذي يبتلع أكثر من 25 % من الإنتاج العام.كما أتمنى على دول الخليج العربي السعي في استكشافات النفط والغاز الصخري حتى تزيد مخزوناتها وتواكب العصر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال