الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي
ahmad_khatib@
لو بحثنا في العالم العربي في السير الذاتية لمن يصنفون كرواد أعمال لوجدنا غالبيتها تتضمن شرحا بسيطا لأعمال صاحبها في مقابل حيز أكبر لجوائز حصل عليها أو لائحة بالجمعيات التي يحمل عضويتها. أصبحت ريادة الأعمال مرتبطة بالشهرة والأضواء الإعلامية بغض النظر عن النجاح الحقيقي الذي حققه صاحبها. التصنيف كرائد الأعمال لا يتطلب ذكر أي أرقام أو نجاحات عملية كثيرة فالأهم هي الشهرة والأضواء لتتمكن مؤتمرات ومجلات ريادة الأعمال من التسويق والبيع.
لا بد أن أي شخص وصل لشهرة في هذا المجال قد حقق نجاحا معينا في عمله أو مشروعه لكنه يتحول بعدها للتركيز على أشياء أخرى وهذا من حقه. المشكلة أن الكثير من الشباب الطامح لريادة الأعمال أو لتأسيس عمله يبحث عن أمثلة نجحت قبله للاستفادة منها بالتقليد أو التوجيه لكنه لا يجد الكثير من ذلك فيضيع بين صور رواد الأعمال وجوائزهم وجماهيريهم.
في غياب الشفافية الاقتصادية بخصوص الأرقام والإفصاحات للشركات غير المدرجة في أسواق الأسهم لا يمكن معرفة النجاح المالي الذي يحققه رائد الأعمال. لا شيء يمنع من أن يكون أحدهم أسس شركة وأحسن تسويقها فاشتهر بينما الأرقام فعليا تظهر أنه يخسر أو لا يحقق أرباحا كبيرة. الكثير منهم أيضا جاؤوا من عائلات ميسورة و ثرية وهذا بكل تأكيد ليس عيبا إلا أنه من الصعب عندها معرفة اذا كان وضعه المالي بسبب نجاحه في عالم الأعمال أو لأسباب عائلية.
من ناحية أخرى فإن مجال ريادة الأعمال ليس مقتصرا على قطاع معين فمن الممكن أن نجد روادا في عالم التجارة أو الإعلام أو الصناعة أو أي مجال اخر. لا يهمني كثيرا اذا انطبق تعريف معين على ريادة الأعمال. المهم أن يكون الشخص أخذ مبادرة في مجال من اختياره واجتهد وثابر حتى حقق النجاح.
لا يمكن أن ننكر أيضا جاذبية الشهرة والأضواء التي اذا توفرت لأي شخص قد تؤثر على قراراته وخطواته وهو ما يجعل الجهات القائمة على برامج ومؤتمرات ريادة الأعمال تقدمها باستمرار لترويج أفكارها ومنتجاتها التي تقوم على الأشخاص أنفسهم فتوفر لهم المنصات والمنابر التي تضمن استمرار انجذابهم لها وتحقيق الأرباح من التسويق. أما النتيجة الفعلية للشباب الطموح فتكاد تكون قليلة أو معدومة.
لا أعمم رأيي على الجميع فهناك الكثير من رواد الأعمال الذين نجحوا نجاحا فعليا وأسهموا في نجاح غيرهم عبر تأسيس حاضنات أعمال استثمرت في مشاريع وأفكار جديدة وسمحت للمزيد من رواد الأعمال بالظهور، لكن تلك الفئة أصبحت أقل من السابق لنفس الأسباب التسويقية.
إن رائد الأعمال الشباب الحقيقي هو من أهم العوامل التي تساعد في النمو الاقتصادي وتقليل البطالة لأنه يعمل باندفاع وحماس بعيدا عن بيروقراطية الشركات الكبرى والحكومات. أخذ المبادرات لديه أسهل من غيره وتأثيره في الشباب الطموح أكبر لأنه يمثل حالة نجاح واقعية أمامهم من تجارب يمكن تقليدها والاقتداء بها.
في ظل اختطاف ريادة الأعمال من قبل المؤتمرات والمجلات التي تمنح الجوائز بلا أي فائدة، فإنني أدعو كل رائد أعمال ناجح أن يفكر جيدا في كيفية تقديم خبرته وتجاربه إلى الشباب لتشجيعهم. الشباب يحتاج أن يرى تفاصيل تجاربكم ولا يهمه أن يتابع تفاصيل حياتكم الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي. شاركوا تجاربكم لتكونوا أهم عامل من عوامل النمو الاقتصادي في بلدانكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال