الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
fahadalthenyan@
عضو معتمد لدى معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي
يُعرَّف نقل المعرفة في النظرية التنظيمية بأنَّهُ المشكلة العملية لنقل المعرفة من أحد أعضاء المنظمة إلى عضو آخر بهدف التأكد من توفر المعرفة للمستفيدين أو المستخدمين المستقبليين. وكون العملية توصف بالمشكلة ليس قطعاً إشارةً إلى أن نقل المعرفة أمر سئ، ولكن للدلالة على عدم سهولتها وأهمية إيجاد خطوات واضحة تحذوها المنظمة أياً كانت لإنجاح هذه العملية التي تتجاهلها أو تهملها الكثير من المنظمات التي تعمل بأنظمة تقليدية ليس لديها أهداف تنمية طويلة الأجل.
نجاح أي منظمة سواء كانت هادفة للربح أم لا يرتبط بتطوير كوادرها البشرية وجاهزيتها لسد أي فراغ يحدث نتيجة لإستقالة أحد أعضائها المفاجئة أو حلول تقاعده من وظيفته، وللأسف فمهمة أو “واجب” تطوير الموارد البشرية ليس على قائمة أولويات صناع القرار في المنظمات بمختلف أهدافها ومسؤولياتها وإن ادعت خلاف ذلك، وهو ما يكون نتيجة جهل لكيفية آداء هذه المهمة أو إهمال متعمد لعدم وجود من يحاسب المسؤول.
ومن الممارسات التي تحد من تطوير الموارد البشرية وإعدادها لخلافة الآخرين في المنظمة هو الاعتماد الكامل لإدارة المنظمة على أفراد معينين أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على آداء المهام المناطة بهم؛ فلا يصبح لدى صانع القرار الحافز للتغيير وتوكيل أفراد آخرين بآداء المهمة من وقت لآخر بهدف “ضمان الاستقرار” وعدم المخاطرة؛ بينما هو يخاطر حقاً بكل ما تعنيه كلمة المخاطرة من خلال عدم تجهيز الآخرين وكأن الموظف الذي يعتمد عليه الآن لن يتلقى عروضاً مغرية من منظمات أخرى ما يدفعه لترك المنظمة التي يعمل لصالحها حالياً في أي وقت خاصةً وأنه يبدو موظفاً ممتازاً ومرغوباً به من كثير من أرباب الأعمال وإلا لما كان الاعتماد عليه كبيراً.
نقل المعرفة على رأس العمل سيظل دائماً عامل نجاح رئيس خلف عملية تطوير الموارد البشرية، والمنظمات الذكية هي من تلزم موظفيها من ذوي الخبرات بالعمل على نقل خبراتهم ومعارفهم لزملائهم الأقل خبرة وجعل هذه النقطة كأحد أهداف الآداء للموظف ذوي الخبرة ما يعني محاسبته عليه وتأثيره على تقييمه الوظيفي. كما أن تدوير الموظفين من وقت لآخر لآداء مهام مختلفة سواء داخل نطاق الإدارات أو الأقسام التي يعملون بها أو إدارات أخرى من وسائل نقل المعرفة الناجعة التي تنتهجها وتدعمها الأسماء الكبيرة في القطاع الخاص.
ومن المفاهيم الأخرى والأعم لنقل المعرفة هو نقلها من أمة أو دولة إلى أخرى وليس من جيل إلى آخر داخل مجتمع معين فحسب؛ وهو بالتأكيد ما تسعى إليه زيارات سمو ولي ولي العهد في جولاته المكوكية حول الدول العالم شرقاً وغرباً. والمفهوم الشامل لنقل المعرفة وتوطينها لدعم التنمية المستدامة ليس نقل المعدات والآلات وليس المعرفة التقنية فقط؛ بل يتعدى ذلك للمعرفة الفكرية بما يندرج تحتها من طرق الإدارة وتنفيذ المهام التي وقفت خلف التطور التقني والمدني للأمم التي نسعى لجذبها للاستثمار في المملكة؛ فخلف كل نجاح تقني ومادي هناك نجاح فكري في طرق تطوير التقنيات وإدارتها بما يرجع بأعلى العوائد على هذه الأمم التي سبقتنا اليوم.. هناك موروث فكري إداري بدون نقله والتعلم منه لا يمكننا أن نقول يوماً أننا نجحنا أو سننجح في نقل المعرفة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال