الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على الاوبك في اجتماع الجزائر القادم، ان لا تحصد ثمار ما زرعته في 27 نوفمبر 2014م حتى يبلغ نضوجه المستمر على المدى المتوسط ثم نضوجه الكامل على المدى الطويل. فقد بدأ فيضان اسواق النفط العالمية ينضب بدون الحاجة الى بناء السدود الارضية المكلفة والمحتمل تصدعها في أي لحظة بعد تثبيتها. هل ذاكرة منتجين الاوبك الكبار قصيرة لهذا الحد، عندما وصلت الاسعار الى 99 دولار في 2013م، وشجعت الشركات على اقتحام المكامن الارضية المتحجرة والمكلفة التقليدية وغير التقليدية لتعود الاسعار بقيمتها الحقيقية لأقل بكثير عن ما كانت عليه قبل ثلاث عقود من الزمن. ولأول مره تنوي ادارة الطاقة الامريكية بيع 100 مليون برميل من احتياطيها الاستراتيجي (SPR) رغم تدني أسعار النفط بدعوى تقادم البنية التحتية لمخزونها (وول ستريت،7/9/2016).
كما ان اتفاق السعودية أكبر منتج في الاوبك وروسيا أكبر منتج من خارجها الاسبوع الماضي على تشكيل فريق عمل لمراجعة اساسيات أسواق النفط وتحليلها حاليا ومستقبليا، سوف يحافظ على استقرار الاسعار على المديين القريب والبعيد، والارتقاء بمستوى التنسيق بين المنتجين بما يخدم مصلحتهم ومصلحة المستهلكين.
ان الاسواق العالميه جاهزة لتقديم المزيد من المكاسب الاقتصادية في الفترة القادمة. لأنها لم تفشل في تحديد افضل الاسعار للمنتجين وكسب رضا المستهلكين وعلى المنتجين ان لا يفشلوا الاسواق بقصر نظرتهم ((Myopia وضيق صبرهم، فليس بالإمكان مقارنة من يستطيع انتاج 12.5 مليون برميل يوميا من احتياطي قدره 261 بليون برميل مع منتجين اقل من ذلك بكثير. هكذا تتركز قوة السعودية السوقية كقائدة للسوق وعلى القطيع ان يتبعها.
ان سلعة النفط عمرها الاقتصادي قصير، وما هي إلا مسالة وقت لترتفع تكاليف انتاجها قبل نضوب موردها، عندها تزداد حرارة شمس الطاقة المتجددة في الدول المتقدمه وبعض النامية بدون توقف إلى الابد. فقد اوضحت وكالة الطاقة الدوليه (IEA، 28 يوليو 2016) ان عملية الاسراع في زيادة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة منذ عام 1990م مستمرة بمعدل نمو متوسط 2.2% سنويا، حيث تعتبر بلدان منظمة التعاون والتنمية والصين الاكثر انتاجا ونموا للطاقة الشمسية والرياح ولكن انخفاض اسعار النفط ساهم في تباطؤ نموها.
ألا يعلم البعض ان النرويج بلد منتج للنفط ولكنها لا تستهلك معظمه بل تستثمره خارجيا، لأنها تستخدم الطاقة الكهرومائية (Hydropower) لإنتاج الكهرباء منذ اكثر من 100 عام وتستخدم المركبات الكهربائية. ان اطالة عمر النفط لا يعني تعظيم اقتصاده ولا يعني ارتفاع الطلب عليه مستقبليا بل ان استغلاله الفاعل في تنمية الاقتصاد وتنويعه الآن افضل بكثير منه مستقبليا. وعلينا مقارنة قيمة 50 دولار الآن بـدولارات متضخمة بعد 20 عام، انه معدل الخصم الذي تبنى عليه الفوائد المالية في الحاضر مقارنة بالمستقبل المحفوف بالمخاطر.
لقد تسبب ارتفاع الاسعار في السنوات الماضية الى خلق فائض في المعروض في الوقت الحاضر. فعندما قفز سعر غرب تكساس الى 105.8 دولار عند أعلى قمة له في الربع الثالث/2013م، كان العجز في المعروض 410 الف برميل يوميا ورغم استمرار هذا العجز الى 870 الف برميل يوميا في الربع الرابع/2013م، إلا ان الاسعار استمرت في الانحدار حتى تحول العجز الى فائض ووصل الى اعلى قمة له في الربعين الثاني والرابع/2015 بمتوسط .22 مليون برميل يوميا، وعند اسعار 61.6 دولار و 43.6 دولار في الربعين الثاني والرابع/2015م (EIA ،7 سبتمبر 2016).
وتتوقع (EIA) ان يتراجع فائض المعروض الى 10 آلاف برميل يوميا في الربع الاول/2017م عند سعر 45.4 دولار، ليتحول الى عجز في الربعين الثالث والرابع/2017م الى 495 الف برميل يوميا وبمتوسط سعر 56 دولار.
فلا داعي من تثبيت الانتاج أو التراجع عن الحصص السوقية التي تحركها آلية السوق في الاتجاه الافضل للأسعار على المدى الطويل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال