الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تنفيذي في شركة عائلية
ATALKASBI@
alkasabi@gmail.com
استكمالاً لما بدأناه معكم عن موضوعنا العوائل التجارية بين الحياة والموت والذي نشر في هذه الصحيفة على جزئين سابقين الاول كان عبر الرابط هنا والذي تحدثنا فيه الشركات العائلية فيما كان المقال الثاني والذي عن ناقشنا فيه المحور الاول وهو المؤسس ونشر عبر الرابط هنا اليوم نتحدث عن المحور الثاني وهو مناقشة موضوع تأسيس أو الاستمرار بالشركات العائلية في مراحل مبكرة بين أفراد العائلة (الورثة أو الجيل القادم ومن بعدهم).
مما لا شك فيه أن الشركات العائلية تتكون من عدد أفراد كبير عادة وهناك العديد من المواضيع الحساسة المتعلقة بها مثل أمور العائلة والأنساب والأصهار والأمور القانونية والمالية، وتعد مناقشة هذه المواضيع أمراًحساساً، وبعضها عاطفي لذا يتجنبها الكثير من أفراد العائلة التجارية، ولكن هذه القضايا تحمل في طياتها أهمية خاصة بسبب صلتها الوثيقة بالبيت والعائلة والعمل. وفي الواقع، لا يوجد الكثير من الأولويات في حياة المرء بعد دينه ثم عائلته التي لها أهمية شخصية أكثر من شركة العائلة التي يملكها.
يجب أن يكون هناك خطوط ومبادئ عامة واستراتيجية وأهداف واضحة للشركات العائلية وطريقة التفاهم بين أفرادها، كما أن وجود ثقافة الاختلاف وحل الخلافات واستيعاب وجهات النظر ضرورية جداً وأيضاً تقوم العوائل التجارية المنظمة بوضع “ميثاق عائلي” ونقصد بالميثاق العائلي – ويسمى أيضاً الدستور العائلي – اتفاق بين أفراد العائلة ومن يليهم من ورثتهم بالأسس والقيم والمبادئ التي تقوم عليها العائلة وغالباً تكون مستوحاة من المؤسس، وهذا الميثاق يوفر الضمانات التي تساعد أفراد العائلة على الالتزام به من داخل وخارج الشركة، على أن ينال موافقة جميع أفراد العائلة ويصبح المرجع لضمان استمرار شركتهم واستقرارها وتقدمها، واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تحدد مستقبلها.
فمثلاً هناك عدد من المواضيع المتعلقة بالميراث والأبناء والتي تظل معلقة على مدى سنين عديدة ويعلم بها الجميع إلا أنه نادراً ما تتم مناقشتها بصراحة. ونحن بالطبع نتحدث عن القضايا العائلية في الشركات العائلية. وبعبارة أخرى، نتحدث عن “متاع” العائلة. ويتألف”متاع” العائلة من مجموعة من العواطف ومشاعر الغيرة وخيبات الأمل والنزاعات والآمال والأخطاء ونقاط الضعف والحب والهجر، كما هو شائع في عائلات البشر التجارية وغير التجارية، وأيضاً من الجيد أن يقوم قانوني بمراجعة الميثاق العائلي ليتأكد من عدم تعارضه مع قوانين الدولة الدينية (المواريث وغيرها) أو التجارية (قانون الشركات) وأيضاً يذكر بعض العوائل بعض القوانين الخاصة بهم مثل آلية التخارج وطريقة تقييم الحصص في حال رغب بعض الأفراد الخروج وسياسة توارث الثروة لدى أبناء البنات والأنساب من خارج العائلة.
ومن النقاط ايضا التي عادة يشملها الميثاق العائلي المجالس وطريقة الاختيار لرئيس وأعضاء مجلس العائلة واللجان الفرعية مثل لجان (التعليم والتدريب، الخيرية والأوقاف، مكتب العائلة) وغيرها وأيضا طريقة عملها (الإجراءات والسياسات). ومن الممارسات الشائعة التي تثير المشاكل في هذه العوائل التفرقة وعدم المساواة بين الأبناء وعدم تشجيع الأعضاء الأكثر إنتاجية بطريقة مناسبة للمحافظة عليهم، ومن المواضيع أيضاً التي تتسبب في الخلافات العائلية وتؤثر على الشركات العائلية المقارنات بين زوجات الأبناء وأزواج البنات وطريقة حياتهم وصرفهم اليومية.
ومن خلال إطلاعي على تجارب عديدة لعوائل تجارية قاموا بتنظيم عملهم ووضعوا ميثاق لهم لفت انتباهي أمر مهم جداً وهو الوقت اللازم والأحاديث والمناقشات المتكررة والطويلة بين أعضاء العائلة والتي تمتد لسنوات وأيضاً تستمر بعد الترتيب ليكون هناك تفاهم دائم وتحديث لجميع الأعضاء لجميع المستجدات ويكون العمل كفريق واحد مثل أي شركاء في أي شركة ناجحة.
وفي الختام تشير بعض الدراسات إلى أن تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة عامة من شأنه أن يؤدي إلى استمرارية الشركة وتطويرها ورفع مستوى الحوكمة والشفافية، وهو أمر يعود على المصلحة الاقتصادية الوطنية أيضا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال