الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مدير تطوير أعمال الطاقة الشمسية ولاية أريزونا، الولايات المتحدة
binsharidah1@
أصبح العالم أكثر قلقاً بشأن الأزمة البيئية وتغير المناخ الحاصل، والآن وفي وقت مبكر من هذا القرن يستنفر العالم لتغيير الطريقة التي تستنفد بها الموارد الطبيعية، وهذا من شأنه أن يؤثر على الطريقة التي نعيش بها في المستقبل القريب وحتى على الأجيال القادمة من بعدنا. وإذا كنت أنت أيضاً قلق بشأن الأزمة البيئية وتغير المناخ، سوف تحتاج إلى البحث كثيراً ومعرفة المزيد عن الاستدامة ومفهوم الممارسة التي قد تسمح لنا مواصلة الاستمتاع بالحياة على هذا الكوكب.
في الحقيقة التعامل مع مسببات التغير المناخي تعتبر مهمة معقدة، على أقل تقدير. ومن تلك المسببات التي أدت إلى تراكم ملايين الأطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وإلى حدوث تغيرات حادة في مناخ العالم هو استمرار إنتاج الطاقة الكهربائية من الوقود الأحفوري (الفحم – النفط – الغاز) واستخدام وسائط النقل التقليدية، ولحل هذه المشكلة هناك قاعدة جيدة يسعى خبراء العالم إلى الوصول إليها وهي (كهربة كل شيء) وربطها بمصادر الطاقة المتجددة، أي استبدال وإزاحة التقنيات التي لا تزال تعمل على الاحتراق مع البدائل التي تعمل على الكهرباء، مثل محطات الكهرباء التقليدية والتدفئة والتبريد باستخدام الغاز الطبيعي، واستبدال مركبات البنزين بالسيارات الكهربائية. والهدف من ذلك هو الحصول على أكبر قدر من استهلاك الطاقة مجملة بجميع أشكالها وصورها المعروفة لدينا من شبكة الكهرباء.
قبل أسبوعين كنت قد دعيت مع فريق العمل لحضور المعرض الدولي للطاقة الشمسية الكهروضوئية في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، والذي يقام هناك على نحو سنوي. في خلال زيارتي للمعرض دهشت كثيراً بتطور هذه الصناعة مقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية، حيث أصبح إزدياد تناقص الأسعار واضحا ًمع إنتشار المصنعين والمستثمرين حول العالم، إضافة إلى التغلب على عددا ًكبيراً من التحديات في الطاقة الإنتاجية والموثوقية، وكذلك في اتجاهات السوق والسياسات العامة.
أما من حيث أساليب إنتاج الطاقة، فقد تم تصميم حلول كهربائية وميكانيكية متقدمة جداً؛ من تطويرٍ للألواح الشمسية ذات الكفاءة العالية والمتنوعة للأنظمة السكنية والتجارية – والعواكس الكهربائية – والمحولات الكهربائية – وأنظمة الحماية والمراقبة والتحكم – وأنظمة التخزين المعروفة بـ Storage System. وهذا كله من أجل حل مشكلة عدم الاستقرار في تدفق الطاقة (Intermittently) وتحسين الإنتاج والتوزيع. وقتها فقط زاد يقيني بأن العالم قد توجه إلى التغيير الحقيقي في شكل إنتاج الطاقة الكهربائية وأتخذ الطريق الصحيح إلى الإستدامة، وأن صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية هي المستقبل الواعد والتي ستقود قطاع الطاقة المتجددة نحو الإزدهار.
عندها تذكرت أحد تقارير بلومبيرغ المصورة والتي شاهدتها مؤخرا، بأن نهاية استخدام الوقود الأحفوري ستكون في عام 2030م، وهذا نوعاً ما يمكن أن يكون صحيح. فالمحفزات وقتها لن تكون فقط بسبب التلوث أو السياسات العالمية بل سيكون العامل الأكبر والمحرك لذلك هي الأسعار والعوامل الإقتصادية المؤثرة. وبناء على ذلك وبسبب إنخفاض الأسعار للتقنيات الجديدة مقابل التقنيات التقليدية والصناعات الإستخراجية، سيكون هناك هيمنة كبيرة من قبل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات المتطورة والسيارات الكهربائية على سوق الطاقة.
فكما تبين لنا التقارير أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية تتضاعف كل سنتين منذ عام 1990م، وأن معدل النمو السنوي المركب هو (2016 – 2021 CAGR = 7%) كما ورد في تقرير GTM Research. وسيرافق ذلك نمواً كبيراً لبطاريات الليثيوم المعروفة فهي تتطور بنسبة 16% كل سنة وبتكلفة تساوي 1 دولار لكل كيلواط. إذن: إذا استمر هذا النمو على هذا النحو المتسارع سيكون في عام 2020م متوسط المنازل في الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تخزين يوم كامل من الطاقة الشمسية بقيمة 1 دولار دون أي دعم، لذلك مستقبلاً يمكن أن لا يكون هناك حاجة لإنتاج الطاقة من مصادر تقليدية للقطاع السكني، وهذا يمكن قياسه على دول أخرى كثيرة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال