3666 144 055
[email protected]
ماجستير إدارة الأعمال
كاتب متخصص في رأس المال البشري
A7madalsalem@
في الأوقات الميسرة الجميع ناجحون ومتميزون، ولكن عندما يعلو هدير الأمواج ينبري البحارون المهرة ويتقهقر الهواة و المدّعون. والشركات فوسط الموجات المتلاطمة للركود الاقتصادي تتعرض لتحديات كبيرة تهدد أرباحها بل احياناً تهدد استمرار بقائها.
يجد متخذو القرار أنفسهم عند مفترق طرق للتعامل مع هذه الازمات الاقتصادية وفق الخيارات المحدودة المتاحة لهم من جهة وبناء على ما يفرضه عليهم واقع السوق في فترات الركود الاقتصادي والتي تلقي بظلالها على حجم الاقبال على منتجات / خدمات الشركة مع بقاء التحدي الأكبر في الحفاظ على الكفاءات والاستغناء عن ذوي الأداء المتدني.
وضع خبراء الإدارة خمس استراتيجيات تساعد على التعامل مع تحديات فترة الركود الاقتصادي وضمان تجاوزها بأقل الأضرار الممكنة :
الاستراتيجية الأولى : خفض التكاليف بذكاء، فلابد من معرفة حدود الخفض حتى لا يكون شد الحزام سببا في اختناق الجسد. فقد يكون من الأجدى تخفيض رواتب جميع الموظفين أجدى من التخلص من عدد منهم اذا تم الوصول للرقم المستهدف بأقل عدد من المستغنى عنهم.
الاستراتيجية الثانية : لا يوجد وقت امثل من أوقات الركود الاقتصادي للالتفات الى عملياتك التشغيلية الداخلية والعمل على تطويرها و تحسينها وزيادة كفاءتها و فعاليتها بأقل التكاليف أخذا في الاعتبار ان الركود الاقتصادي يشمل أيضا شركاء الأعمال ايضاً.
الاستراتيجية الثالثة : لابد من البقاء قريبا من العملاء وشركاء الأعمال حتى اذا أدى تخفيض التكاليف الى التحول الى طرق اكثر اعتمادا على التكنولوجيا ولكن استمرار التواصل هو رئة لاستمرار الأعمال.
الاستراتيجية الرابعة : رأس المال البشري جدير بالاهتمام والتحفيز، فالتواصل المستمر مع أعضاء فرق العمل ومشاركتهم التحديات التي تمر بها شركتهم و الشفافية في مبررات تخفيض النفقات وإلغاء بعض الحوافز واطلاعهم على استراتيجية الشركة لعبور هذه الأوقات العصيبة مع الاخذ في الاعتبار ان فترات الركود الاقتصادي هي اكثر الفترات التي قد تكون سببا في تسرب الكفاءات الرئيسية للشركة ما لم يتم تدارك الأمر في حينه.
الاستراتيجية الخامسة : إما ان تنمو او تندثر، يعي المتمرسون في إدارة الأعمال ان جمود الشركات بحجة الركود الاقتصادي هو اول سبب في اندثارها. استمرار النمو ومواجهة التحديات بفكر مرن كفتح أسواق جديدة او مراجعة الخطط التطويرية بمرونة تؤكد ان الشركة لديها العزم الكافي لتجاوز فترة الركود الاقتصادي.
قد لا نكون في دائرة الركود الاقتصادي عالي المخاطر حالياً، ولكن العمل على افتراض أسوأ الاحتمالات يبقى تصرفاً حكيماً ومبادرة تزيد قيمتها كلما جاءت مبكراً.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734