الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
صناعة التحلية!! تحدثتُ يوم أمس في مقال «وماذا بعد النفط؟»، حول تحليل اقتصادي لكِتَاب أصدرتُه عام 1400هـ – 1980م بعنوان: «أزمة الطاقة: إلى أين؟»، أيّ قبل 36 عامًا.. انتهى إلى «ضرورة تنويع مصادر الدخل، وبأنَّ الاعتماد دومًا وبشكلٍ مباشر ومكثَّف على النفط، أمر غير مُستَحب، وغير مضمون بتاتًا»، وأتناول اليوم صناعة لا تقل في رأيي أهميَّة عن صناعة النفط، وهي صناعة تحلية المياه في المملكة، التي أعتبرها الصناعة الأبرز والأكثر أهميَّة بعد صناعة النفط.
****
تتصدَّر المملكة العربيَّة السعوديَّة دول العالم في إنتاج المياه المُحلَّاة، بإنتاج تجاوز مليارًا وستة ملايين متر مكعب من المياه سنويًّا، بنسبة 18% من الإنتاج العالمي. وقد رصد تقرير اقتصادي مُتخصِّص جهود المملكة في مجال تحلية المياه المالحة، بإقدامها على استثمارات هائلة في مصانع التحلية، وأنها وحدها أنفقت 25 مليار دولار لبناء وتشغيل مصانع تحلية. وتعتبر المؤسسة العامَّة لتحلية المياه المالحة أكبر منتج للمياه المحلَّاة في العالم، إضافةً لما تنتجه من طاقة كهربائيَّة من محطات التحلية.
****
أتمنَّى أن تُعطي المملكة الأولويَّة لصناعة تحلية المياه وتقنياتها، بحيث تعمد إلى رصد مزيد من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ليس فقط على عمليَّة التحلية نفسها، ولكن على كل ما يتعلَّق بصناعة التحلية من تقنيات، وبحوث، ودراسات تتحوَّل معها المملكة إلى مركز لصناعة وأبحاث المياه. وأن تسعى للاستحواذ على الخبرة العلميَّة، أو ما يُسمَّى بالـ(Know How) في مجال تحلية المياه، بحيث تكون قبلة العالم في صناعة التحلية وتقنياتها، على أن يُقام فيها مصانع لإنتاج محطات متكاملة لتحلية المياه المالحة، وقطع الغيار اللازمة، ليس فقط لاحتياجاتها المحليَّة، بل وتصدير هذه التقنيات لكافة دول العالم.
#نافذة:
يقول الله تعالى: «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ».
(الأنبياء: 30)
نقلا عن المدينة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال