الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في إدارة الاعمال
alialqirnas@
الكثيرُ من الشركات لا تبحث -أثناء مرحلة التوظيف فقط- عن أصحاب المؤهلات العلمية والخبرات العملية، بل تنظر إلى ما هو أهم من ذلك، ألا وهي (المهارات الشخصية).
لك أنْ تتخيل أنّ هناك الكثير من إدارات الموارد البشرية بدأت تطبق اختبارات يخضع لها الباحثون عن عمل، هدفها التعرف على مهاراتهم الشخصية، لا قياس مستواهم الأكاديمي أو خبراتهم العملية. لماذا هذا التوجه للتركيز على المهارات الشخصية؟ هل لأن الشهادات العلمية والخبرات العملية لا تهم الشركات؟ بالطبع لا، ولكن وجود الكفاءة التعليمية والتدريبية لا يكفيان للارتقاء بالعمل وضمان النجاح. شخصيًا: أرى أنه من الممكن تصنيف المهارات الشخصية إلى ثلاثة أنواع: مهارات سلوكية، مهارات ذهنية، ومهارات إدارية.
أما المهارات السلوكية، فهي المهارات التي يحتاجها الموظف ليتمكن -بنجاح- من أن يتواصل مع الآخرين. ومن الضروري أن يجيد الموظف مهارتي: (التحدث والاستماع) معًا، حيث إن كلتيهما ضروريتان، ولا تطغى أهمية واحدة على الأخرى. إن أصحاب الأعمال يبحثون عمن يجيد الاستماع والتحدث معاً، إلا الدكتاتوري منهم، فهو الوحيد الذي يبحث عمّن يسمع له فقط. بالإضافة إلى القدرة على الاستماع والتحدث، هنالك الكثير من أصحاب الأعمال يهدفون إلى توظيف من هو قادر على العمل مع الآخرين من خلال الفريق أو المجموعة. الكثير من المنظمات بدأت تستخدم الفريق بشكل دائم؛ وهذا مما أدى إلى ارتفاع مستوى الأداء والابتكار، بالإضافة إلى أن العمل من خلال الفريق-إذا توفرت البيئة المناسبة- يحقق نتائج لا يمكن تحقيقها من خلال العمل بشكل فردي، وهذا يبرر حرص أصحاب الأعمال على توفير القدرة على العمل الجماعي.
أما المهارات الذهنية، فهي المهارات التي تساعد الموظف على التحليل والتفكير؛ ومن خلالها يتمكن الموظف من وضع رؤية واضحة للمستقبل تكون كالخارطة له، وهذا يفسر إصرار أصحاب الأعمال على توظيف ممن يمتلك نظرة مستقبلية. ومن المهارات الذهنية المهمة أيضًا التفكيرُ الإيجابي؛ حيث إن طريقة التفكير تلعب دورًا مهمًا في التأثير على أداء الفرد والمجموعة. فإذا كان الموظف ذا فكرًا إيجابيًا؛ يكون قادرًا على تحفيز نفسه ومَن حوله من الموظفين الآخرين على العمل بأكمل وجه.
إن القدرة على التحليل وحل المشاكل من المهارات الأساسية التي يبحث عنها أصحاب الأعمال في الموظفين؛ لأن التحليل السليم يساعد على اتخاذ قرارات صحيحة، وحل المشاكل مهم لاستقرار العمل والنمو به.
وأخيرًا، وليس أخرًا: المهارات الإدارية تعد أكثر المهارات أهمية وحجر أساس لكل المهارات -من وجهة نظري الشخصية التي قد تكون متحيزة بعض الشيء؛ بسبب حبي لمجال الإدارة وعملي به- ويقصد بالمهارات الإدارية: “القدرةُ على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة”. ودائمًا ما يحرص أصحاب الأعمال على التأكد من قدرة الموظف على: التخطيط السليم للأهداف؛ لكي يمكن تحقيقها، وتنظيم الأعمال والموارد؛ لكي يمكن استغلالها بكل فعالية، وإرشاد وتوجيه الغير إلى الطريق الصحيح؛ لتقليل الأخطاء، والمراقبة الدائمة للأداء؛ لضمان الجودة العالية. وأصحاب الأعمال أيضًا يريدون من موظفيهم أن تكون لديهم القدرة على إدارة الوقت؛ حيث لا يرغب صاحب العمل بأن يكون موظفوه غير ملتزمين بالوقت، مثل: التأخير عن تسليم الأعمال المطلوبة منهم، أو التأخر عن الحضور.
عليك أن تمتلك المهارات الشخصية، وإن لم تكن تملكها فعليك التدرب عليها وإتقانها حتى تمتلكها؛ لكي تتميز عن غيرك، ويصبح لديك فرصة أفضل للحصول على الوظيفة التي تليق بك. إن امتلاكك لهذه المهارات الشخصية قد تكون في -بعض الأحيان- سببًا -بعد الله عز وجلّ- في أن تحصل على الوظيفة التي تحلم بها، حتى لو غابت المؤهلات الدراسية والخبرة المطلوبة.
“تذكرْ أنّ المهاراتِ الشخصيةَ وسيلةٌ للنجاحِ؛ فاحرصْ علَى اكتسابِها…”
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال