3666 144 055
[email protected]
abdulkhalig_ali@
[email protected]
ثلاثة أيام ورسائل الواتس آب تجوب المملكة تبشر بحلقة خاصة من برنامج الثامنة يتحدث فيها وزير المالية إبراهيم العساف ووزير الخدمة المدنية خالد العرج ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري ، عن القرارات الأخير التي مست دخول المواطنين الأساسية الرواتب .
وكان الناس يتناقلون تلك الرسائل بكثر من الأمل أن يسمعوا ما يطمئنهم على مسقبل تلك القرارات وبعض الشائعات الأخرى ، فالقرارات صدرت وأنتهى الأمر ، والتطبيق فعلي . وأعتقد أن جميع الشعب السعودي تسمر الساعة الثامنة أمام التلفزيون للإطمئنان ولمعرفة الواقع وما سيحدث في المستقبل .
عرفنا أن الحلقة كانت مسجلة والمشاركون فيها من المسؤولين المشاركين مباشرة في القرارات الأخيرة أي أنهم من داخل مطبخ القرار ، وليس بينهم أي شخص يحمل وجهة نظر أخرى ، وتحديدا من الإقتصاديين السعوديين الذي يدركون الوضع الشعبي ويتعاطفون معه ويحملون وجهة نظر الشعب في ذلك اللقاء ، وغير مسموح بالمداخلات الخارجية ، كل ذلك لم يقلل من حماس الناس لمتابعة تلك الحلقة بحثا عن إجابات تطمئنهم على مستقبلهم الوظيفي وأمنه المالي .
بدأت الحلقة وأنتهت وجل حديثها عن الهدر المالي في البدلات وتأخر مراجعتها وأعطاءها لمن لا يستحقها وووووو البدلات كانت الحديث ، بينما المجتمع لم يرى في تقنين البدلات إشكال وكتب عن هذ الموضوع الكثير من الكتاب الاقتصاديين وغيرهم ، والمجتمع بأكمله مع تقنين البدلات ، وحتى المستفيدون منها من المستحقين يرون وجوب التقنين .
وأسهب الوزراء عن الهدر في المشاريع الحكومية وما استنزفته من أموال ضخمة جدا كان بالإمكان الإستفادة منها سابقا والأن ، ومن قال لهم أننا كشعب ضد وقف ذلك الهدر الذي تضررنا منه في الماضي ونتضرر منه الأن وسيضرنا في المستقبل ، كنا ومازلنا نصرخ بكل الوسائل لوقف ذلك الهدر الناتج عن سوء التخطيط والفساد اللذين ليس للمواطن فيهما ناقة ولا بعير ليعاقب عليهما .
وأخيرا تحدثوا بإستحياء عن ضعف الاستثمارات الحكومية وأن دخل الحكومة يعتمد على النفط ، وهذه أيضا ألم تبح أصوات المخلصين في المناداة بها من عشرات السنين ، ولا يختلف عليها إثنان في المجتمع مخلص أو فاسد ، وهي من سوء التخطيط أيضا وليس للمواطن فيها يد ولا إصبع .
لم نتسمر أمام الشاشات لنسمع كلاما لا قيمة له نعرفه من عشرات السنين وننادي به كذلك ، كنا نريد أن نسمع كلاما عن أسباب إيقاف علاوة الموظف ؟ وهل تعتبرها الحكومة من الهدر ؟ وما هو الحال في المستقبل ؟ هل النية في إستمرار وقف العلاوة حتى تحسن أسعار النفط أو أن الوقف لسنة واحدة فقط ؟ وكثير من الأسئلة عن العلاوة السنوية . وماذا عن رفع الدعم عن البنزين والكهرباء أو الضرائب غير المباشرة، وعن الضرائب المستقبلية كضريبة القيمة المضافة ؟ وأثرها جميعا على التضخم مع تراجع دخول الطبقة الوسطى ؟ وما هي حلول الحكومة لمواجهة التضحم والكساد بسبب فرض الضرائب ورفع الدعم وتراجع دخول الناس وتراجع الإنفاق الحكومي ؟
كنا ننتظر كلاما واضحا عن التقاعد الذي لمح له وزير الخدمة المدنية بصورة غير مبشرة بخير ، ما يوحي أن تقاعد الموظف الحكومي سوف يحدث له تغييرات تصب في صالح مصلحة معاشات التقاعد لتحسين قدراتها المالية من جيوب الموظفين ، وليس من خلال إصلاح إستثماراتها الفاشلة التي لم تحاسب عليها ، مما أدى إلى إستنزاف مليارات الريالات من أموال المتقاعدين .
لم نسمع شيئا من الوزراء الكرام يستحق الوقت الذي قضيناه أمام التلفزيون ، فلم نكن ننتظر تبريرات لقرارت كلنا معها من عشرات السنين ، بل كنا ننتظر توضيحا لقرارت مست صلب حياة المواطن الأن وفي المستقبل ، قرارات تخالف النص التعاقدي بين الحكومة والموظف . كنا ننتظر أن نسمع توضيحا للشائعات التي يتداولها الناس عن التقاعد والسلم الوظيفي والضرائب الأخرى التي قد تفرض .
ظهور الوزراء الكرام في الثامنة كان باهتا ولم يقدم إجابات على التساولات الحقيقية التي لم يسألها مقدم البرنامج ، بل أضاف من الشك والضبابية أكثر مما أزال من الغموض وعدم اليقين ، فليتهم إلتزموا الصمت لكانت الظنون أقل ريبة .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734