الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما ذكرت في أحد مقالاتي الاقتصادية السابقة وتناولت رؤية المملكة 2030 بتحليل رباعي ” نقاط القوة والضعف، الفرص والمخاطر، ذكرت بالمخاطر أحتمالية ظهور مايسمى بالعرف السياسي “الباب الدّوار” وملخصه أن يكون هناك تبادل أدوار بين الساسه ورجال الأعمال بصفتهم ناجحين بأدارة أستثماراتهم مما يمكنهم إلى الدخول مباشرة وتعيينهم بمواقع تخطيطية وتنفيذيه بالسياسة الاقتصادية خصوصآ في أدارة عملية التحول الاقتصادي التنموي بشكل يقوم على فرضية أعتبار إدارة الأقتصاد لا تختلف عن إدارة شركات الأعمال.
الحقيقه العلمية والعملية كما تناولها الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2008 بول كروجمان في ورقة بحثية بعنوان “الدولة ليست شركة” Country is not a company وملخصها أن القدرات والأمكانيات الفكرية في رسم السياسات الاقتصادية وتحليلها وخطوات تنفيذها للدولة تختلف بشكل كبير عن الطريقة التي تحقق النجاح في مجال الأعمال، ومسألة أن من يستطيع تكوين ثروة خاصة بمليار، لديه القدرات على جعل أمة حجمها 3 تريليون أكثر ازدهارًا هي مسألة غير صحيحة.
وأشار بول كروجمان إلى أن نصائحهم عادة تكون “كارثية ومُضللة” إلى حد كبير مستندآ لعدة تجارب دولية. وأستشهد بأدوات التصدير وفرص العمل، والأستثمار الأجنبي بين عقلية رجل الأعمال والاقتصادي. لسنا بصدد الحديث عن تفاصيل هذه الورقة ولا التقليل من شأن رجال الأعمال، ولا أن رجال الاقتصاد هم الأذكى هنا، بل أن للأعمال أهداف وأدوات تحليل وتنفيذ تختلف تمامآ عن ماهي في رسم وتحليل وأدوات لأدارة اقتصاد دولة، فمثلآ رجل الأعمال يعتمد على القوائم المالية الأربعة واستشهد هنا بفكرة فهم أن أفلاس دولة تم أحتسابه من نظرة محاسبية، بينما الاقتصادي يعتمد على الحسابات القومية والقيمة المضافة والأنتاجية والبطالة والأجور وقانون تكلفة الفرصة البديلة وفق معدل الفائدة والتي تعمل بشكل محركات صغيرة وكبيرة تشبه محركات الساعه الداخلية التي تحرك عقارب الساعه الثلاثة بشكل تحرك حجمي وزمني متزن ومختلف لكل أداة.
استطيع تشبيه حالة ورقة البحث هذه التي قدمها كروجمان هنا من خلال تدخل وتوزيع أدوار رجال الأعمال بشكل تكليفهم مباشرة بقيادة دفة الاقتصاد بأن يقود رجل الأعمال ترامب دفة أمريكا خصوصآ الأفكار الاقتصادية التي قالت عنه رئيسة البنك الأحتياطي الأمريكي “البنك المركزي”: لديك عمل تنجزه ولدينا أعمال ننجزها ليس لديك القدرات أن تستوعبها، نحن لدينا الرؤية والبرنامج نراهما الأمل والطموح بأهدافهما وأستراتيجياتهما ومبادراتهم التي تحتاح -من وجه نظر اقتصادي متواضع محب – منهج وفكر اقتصادي بسواعد أبنائه الأكاديميين الاقتصاديين والباحثين المتخصصين بالاقتصاد بترتيب أولويات وتوزان عمل محركات عقاربه قبل أن نخوض عمق التغيير ونستنفذ كل خياراتنا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال