الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
fahadalthenyan@
عضو معتمد لدى معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي
وأخيراً عرفنا المسؤول الخفي وراء تعثر مشاريع كثيرة وتأخرنا في تنويع وتنمية القاعدة الاقتصادية بدلاً من الاعتماد الدائم على النفط.. إنه “التعبير الخائن” والذي يجب محاسبته عاجلاً وإيقافه عند حده قبل تفاقم الأمور.. فلقد وسوس لمسؤولين بسوء إدارة الأعمال المناطة بهم كما وسوس لموظفي القطاع الحكومي بعدم العمل بإخلاص والإنجاز ما أدى إلى محصلة هي تدني إنتاجية الفرد منهم إلى ما دون الساعة بحسب وزير الخدمة المدنية.. وكأن نظم الإدارة والرقابة ومتابعة الآداء الحكومي لا يشوبها شائب وكأن بيئة العمل الحكومي لا تساوي بين المحسن والمقصر أو المسيء بل وتقوم على أساس تحفيز وتكريم المحسن ومحاسبة وتقويم سلوك المقصرين..
يظهر نائب أو مساعد وزير للاقتصاد والتخطيط علناً وفي حلقة مسجلة ليقول أننا كنا سنفلس خلال ثلاث سنوات فيما لو لم تتخذ الحكومة الإجراءات المالية الاحترازية التي أعلنتها؛ ثم يظهر مجدداً ليبرر “خانني التعبير” وهو الرجل المتخصص! الحمد لله لم تكن ردة الفعل كبيرة على سوقنا.. سوق الأسهم مثلاً لم ينخفض كثيراً لأن فيه من المشاكل ما يكفيه.. والحمد لله فيبدو أن الكثير منا لم يشاهدوا الحلقة أو لم يفهموا مغزاها..
يظهر وزير الخدمة المدنية معمماً بتراجع إنتاجية الموظف الحكومي لما دون الساعة بناءاً على دراسة لم يرها أحد.. أجزم وقد نتفق أن هناك قطاعات حكومية إنتاجيتها ليست دون الساعة؛ بل بالسالب فلا هي تنتج وإضافة على ذلك فهي تضيع أوقات المتعاملين معها.. بدايةً فالإنتاجية ليست سهلة القياس فضلاً عن التعميم بأنها متدنية.. فكيف نقيس الإنتاجية أو ما فهمنا له؟ رضا العميل؟ قد أكون عميلاً لا يرضيه شيء بينما إنتاجية مقدم الخدمة في أعلى مستوياتها..
أعتقد أن التصريح جاء على نمط “القفز للخواتيم” “jumping to conclusions”؛ فالمعلومة المعلنة وإن صحت؛ فأسبابها معروفة منذ الأزل ولكن لم تجد لها حلاً من الجذور.. كيف تتوقع من الموظف الحكومي أن يكون منتجاً في غياب نظام تقييم للموظفين يميز ويكافئ المحسن والمخلص والمُجيد مقارنة بمن هو عكسه تماماً؟! ولسنا في حاجة للتساؤل التقليدي إذا ماكانت “نظم إدارة وتقييم الآداء” توجد حافزاً للموظف يدفعه للتميز أم لا..
الصورة السيئة التي قدمها تصريح “الإنتاجية المتدنية” ستكون بتكلفة علينا لأن الإعلام العالمي تداولها ولم يفوت فرصة للتندر والإساءة؛ ولكن بيدي لا بيد عمرو.. وعموماً فهذا ليس مستغرب من إعلام لطالما بادلنا الحب والود والإشادة على مر العقود.. الأغرب هو حالة التندر والتقبل الداخلي للكثيرين منا ممن يتبادلون النكت والضحك على الحال عوضاً عن أخذه بجدية.. الأغرب أن يركز آخرون على شخص الوزير فهو وإن ارتكب بالتعميم خطاً جسيماً؛ فمقولته لا تزال تحمل الكثير من الصحة عندما ننظر لحال الانضباط والإنتاجية في قطاعات معينة تحتاج للكثير من التغيير والتطوير مقارنة بأخرى تفخر بها كالقطاعات الأمنية التي يسهر أفرادها على أمننا..
ختاماً لا يسعني سوى الدعاء بأن يحمينا الله من خيانة التعبير ويرزقنا تعبيراً صادقاً..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال