الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يمرّ وطننا الغالي على نفوسنا جميعا بتحديات أمنيّة واقتصاديّة استدعت اتّخاذ قرارات
وفي خطوة غير مألوفة أيضا خرج ثلاثة من أصحاب المعالي الوزراء في حلقة ساخنة و تحدّثوا في حوار تلفزيوني عن جوانب متعدّدة تتعلّق بالقرارات الجديدة وكان المؤمّل أن تسهم الحلقة في امتصاص الغضب العام تجاه تجميد البدلات خاصّة.
أشعل الغاضبون من القرارات وسائل التّوصل الاجتماع بسيل من الرّسائل و المقاطع المصوّرة (و المركّبة) عبّروا فيها عن استيائهم من الحلقة و كان من ضمن ماتمّ تناقله قصاصات وصور و تعليقات عن السّير الّذاتيّة لأصحاب المعالي و كان لمعالي المهندس خالد العرج نصيب الأسد من هذه الحملة.
وحيث أنّ ماتمّ تداوله بشأن مسيرة معالي المهندس خالد العرج قبل تولّي حقيبة وزارة الخدمة المدنيّة لم يكن منصفا ولامبنيّا على أسس صحيحة قرّرت بعد تردّد أن أقدّم توضيحا مختصرا عمّا أعرفه في هذا الشّأن بحكم عملي في القطاع الخاص لأاكثر من عقدين من الزّمان شهدت فيها عن قرب النّقلات الرّئيسيّة لمعاليه قبل تولّيه حقيبة الوزارة.
في منتصف التّسعينات الميلاديّة لم تكن الكفاءات القياديّة السعوديّة تجد ترحيبا في المنشآت التّجاريّة، حيث كانت الكفاءات السعوديّة ذات التّدريب والتأهيل الجيّد تتركّز في جهات معدودة من أبرزها شركتي أرامكو و سابك.
كان صندوق التّنميّة الصّناعي أحد أهمّ المؤسّسات الماليّة التي عرفت باستقطاب الكفاءات السّعوديّة وتأهيلها بالتّدريب الجيّد والخبرة المتميّزة من خلال اعتماد هذه المنشأة على الشّباب السّعودي الواعد في دراسة المشروعات الصّناعيّة دراسة دقيقة و اعتماد التّمويل اللّازم لها ومتابعة التنفيذ حتّى تستقلّ هذه المشاريع بنفسها و تسدّد القرض الصّناعي للصّندوق مرّة أخرى وهكذا.
لك أن تتصوّر حجم و نوعيّة الخبرة التي سيتحصّل عليها الشّاب السّعوديّ الحاصل على تعليم جيّد في جانبيه المالي والهندسي حين يمرّ بدورة المشروع كاملة من الدّراسة إلى التّنفيّذ! ولذلك فإنّ صندوق التّنمية الصّناعي كان و لازال إلى اليوم محطّ أنظار الباحثين عن الكفاءات وانتقل كثير من رجالات الصّندوف الصّناعي إلى منشآت القطاع الخاص و العام وتولّوا مناصب قياديّة فيها.
في تلك الظّروف بادرت إحدى المجموعات التّجاريّة العائليّة الكريمة باستقطاب كفاءة مشهود لها بالتميّز في صندوق التّنميّة الصّناعي لتولّي منصب الرّئيس التّنفيذيّ للمجموعة الذي استهلّ عمله بتجهيز مشروع تحوّل للمجموعة وراهن على الاعتماد على الكفاءات الوطنيّة للعمل معه فيه.
قام الرّئيس التّنفيذيّ الجديد المهندس خالد العرج بدعوة شباب الأعمال السّعوديّين الّذين لديهم الخبرة والتأهيل الجيّد للانضمام لمشروع التحوّل وقدّمت المجموعة لهذه الكوادر الوطنيّة مميّزات مغرية ومنحوا الصّلاحيّات و الدعم الكافيين الأمر الّذي أسهم في تطوّر أعمال المجموعة و ازدهارها.
الكفاءات القياديّة في القطاع الخاصّ لاتعمّر طويلا في أماكن عملها فهي ما إن تحقّق النّجاح المطلوب تبحث عن فرصة نجاح أخرى داخل نفس الجهة أو خارجها وهذا هو ماحصل في هذه المجموعة المباركة فبعد نجاح مشروع التحوّل في تلك المجموعة التّجاريّة المباركة الّذي كان للمهندس خالد العرج دور رئيسي في تأسيسه وتنفيذه و نجاحه انتقلت إدارة المجموعة إلى فريق جديد واصل مسيرة التّطوير و لاتزال هذه المجموعة إلى اليوم يشار لها بالبنان.
زادت شهرة المهندس خالد العرج في مجتمع رجال الأعمال و العاملين في القطاع الخاصّ في مطلع الألفيّة الميلاديّة بعد تأسيسه لمكتب متخصّص للبحث عن القياديّين التّنفيذيّن للعمل في مستوى الإدارة العليا و المتوسّطة وكنت وقتها قد ترقّيت حديثا إلى وظيفة في الإدارة المتوسّطة في إحدى شركات القطاع الخاص ومن الدّفعات المبكّرة التي تعرّفت على المكتب الحديث وتشرّفت بمقابلة المؤسّس.
لم يكن مكتب العرج مؤسّسة توظيف عاديّة كما قد يتصوّر البعض بل كانت له رؤية واضحة في نقل تجربة النّجاح التي تحقّقت في المجموعة التّجاريّة بأنّ تكون الكفاءات السعوديّة هي الخيار الأوّل لشغل المناصب القياديّة في منشآت القطاع الخاصّ في المملكة.
عمل المهندس خالد في سنوات عمل المكتب الأولى بجدّ ونشاط وصار مكتب العرج المقصد المفضّل لمنشآت القطاع الخاصّ لتأمين الكوادر القياديّة التي يحتاجون إليها لتنمية وتطوير أعمالهم.
وخلال مدّة قصيرة في تسارعت وتيرة استقطاب القيادات السّعوديّة للعمل في القطاع الخاص برواتب و مميّزات مغرية كانت حكرا على غير السّعوديّين لسنوات طويلة؛ حتّى أصبح القياديّ السّعودي هو الخيار المفضّل لدى معظم منشآت الأعمال بمافيها الشّركات العائليّة وهذا بحقّ إنجاز وطني كبير لايجادل منصف مطّلع أنّ مكتب العرج للبحث عن المدراء التّنفيذيّين له دور رئيس و فاعل في ذلك.
بعد نجاح المهندس خالد العرج في خلق صناعة البحث عن المدراء التّنفيذيّين استقطبته العديد من الشّركات للتّعاون معها سواء في المشاركة في مجالس الإدارات فيها أو غير ذلك من المجالات حتّى صدر الأمر الكريم بتعيينه وزيرا.
إنّني و إذا أستعرض هذه المسيرة لمعالي المهندس خالد العرج أوّضح أنّ هذا العرض أقدّمه بتجرّد كشاهد على حقبة زمنيّة قدّر لي أن أكون قريبا من الحدث فيها و نقلتها للقاريء الكريم كما رأيتها و أختم عرضي هذا بدعاء العليّ القدير أن يوفقنا جميعا للإنصاف في تعامل بعضنا مع البعض و أن يحفظ وطننا من كلّ سوء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال