الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
fahadalthenyan@
عضو معتمد لدى معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي
عندما خططت للكتابة عن قطاع التعليم؛ كان جل تفكيري منصباً على المطالبة أو الدعوة إلى تخصيص قطاع التعليم بحيث تكتفي الوزارة بالتشريع والرقابة والإشراف على القطاع وعلى أن توكل مهمة بناء وتشغيل المدارس للقطاع الخاص بينما تستمر الوزارة في الإشراف على المناهج وتضع ضوابط اختيار المعلمين وتطويرهم كما تقوم بالمراقبة الدورية لجودة الآداء مع قيام الوزارة بدعم أولياء الأمور في دفع رسوم المدارس؛ فلقد سئمنا الزيادات غير المبررة في الرسوم الدراسية للمدارس الأهلية. إن كان توفير التعليم واجب حكومي؛ فلماذا لا يتم دعم المواطن الذي اضطر لتدريس أبنائه وبناته في المدارس الأهلية لأن المدارس الحكومية لم تعد تتسع للجميع سواء من ناحية استيعاب أعداد الطالب أو من ناحية جودة التعليم.
وكما العنوان “بلا تعميم” لأن في هذا القطاع من المخلصين الكثير لكن هناك خلل واضح والمشاريع المتعثرة وإن لم تكن مقتصرة على هذا القطاع إلا أنه يظل قطاعاً حيوياً يستدعي حاله مناقشة التراجع والتحديات للخروج به لبر أمان. من الظلم للمجتمع أن يستمر التعليم ضحيةً للعمل الحكومي غير المتطور والمحمل بهموم ومشاكل إدارية لا نهاية لها؛ فالحل ليس في فصل التعليم العالي عن التعليم العام ولا في دمجهما ولا كان في هيئة عليا تشرف على التعليم طوق نجاة لهذا القطاع. وعلى سبيل المثال لما لا يستفاد من تجربة الهيئة الملكية في بداياتها عندما منحت إحدى المدارس الخاصة حقوق تشغيل مبانيها المدرسية إلى أن طورت الخبرات الكافية لسد الفراغ والتصدي للمهمة.
وإن كان الحديث عن التعليم والمجتمع؛ فمن الصدق مع النفس أن نلتفت حولنا ونتساءل عن الذي يجري في مدارسنا ولماذا فقد المعلم احترامه ولماذا تزايد العنف في أروقتها؟! نعم يقضي الطلاب والطالبات جزء كبير من وقتهم في المدرسة وبالتالي فدورها كبير في تنشئة وتوجيه مرتاديها طلاباً كانوا أم طالبات؛ لكن الواضح أن المدرسة ليست مسؤولة بالكامل عن الفشل المجتمعي والإعلامي الذي نتج عنه من السلوكيات العنيفة ما نشاهده ونقرأه ونسمع عنه في بيوت العلم. وما يحصل إنما ككرة الثلج المتراكمة لأن من يضطلع وسيضطلع بمهنة التعليم هم من الأجيال التي ينتجها المجتمع بيوتاً ومدارس.. هم من سيسهمون في تأسيس الأجيال القادمة. دعونا نتحدث بصراحة لأن الأُسر إلا من رحم ربي قد رضخت لضغوط الحياة وخاصة الإعلام فلم تعد تقوم بواجب الرعاية والتوجيه تحت ذريعة المرونة في الاستجابة للمتغيرات التي هوت بكل المبادئ التي يتنازل عنها الكثير من الآباء والأمهات اليوم. إذاً ليس من العدل إلقاء كامل اللوم على منظومة التعليم وكأن الأُسرة ليست جزءاً منها.
ولأن العملية التعليمية هي تطبيقياً عملية تواصل بين طرفين أحدهما مرسل والآخر متلقي؛ فإن الإعلام يمثل وسيلة تعليمية مهمة ولكنها خطيرة إن تم توظيفها في غير محلها سواء بالبث المباشر لما لا يناسب المتلقي أو بالسلبية كأن لا تقدم ما لا ينفع ولا يضر. فهل قام الإعلام بدوره في دعم عملية التعليم؟! هل نجح في إبراز المتفوقين علمياً وفي تغطية ودعم الأنشطة والتجمعات العلمية؟! هل أحتاج للإجابة على هذا التساؤل؟! إعلامنا انعكاس لمجتمعنا؛ والمجتمع الذي لا يرفع قدر المتعلم فوق غير المتعلم لا يمكن لإعلامه إلا أن يتبعه لأن الإعلامي في نهاية المطاف ليس إلا نتاج المجتمع.
يطول الحديث عن التعليم؛ لكني اختصر مشاكله أو معوقات تطوره إن أمكن في أمرين:
1- كونه ضحية للقطاع الحكومي غير المتطور.
2- عدم اضطلاع المجتمع شاملاً الأُسرة والإعلام بدورهما كمحاور رئيسة لمنظومة التعليم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال