الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عند متابعتك لأخبار الجرائم المالية والإحتيال وغسل الأموال بالولايات المتحدة الأمريكية سوف تنجذب حتماً لقراءة الخبر الذي يقدم لك الحدث بشفافية كاملة ، وكأنك تعيش القصة التي أثرت بحياة كل من شارك بها سواء من ادى دور البطولة أومن شارك بها ومن كتب السيناريو ونفذ الإخراج وتجعلك تبحر بخيالك الواسع لوضع النهايات السعيدة لكل من تعاطفت معه أو اتقن دور البطولة .
تبدأ القصة عادةً بسعادة لجميع الأطراف المشاركين نظراً لكون الجميع حقق مصالحه ( البائع يبيع الوهم والمشتري يشتري الأمل ) والجميع يحقق الأرباح ، وتزداد أعداد المشاركين الطامعين بالثراء ويصبح ( الثراء السريع ) هو الطعم الذي يصطاد به المجرم فريسته ويقدمه بإسلوب خبيث بشكل مباشر أو غير مباشر ويستغل ضعف الناس امام العائد المادي الكبير والسهل بنفس الوقت وإتباع الكثير لسياسة القطيع وهي التقليد الأعمى وعدم إدراك حجم المخاطر واستخدام المجرم للمظهر المناسب لذاك لكسب الثقة.
تتضارب مصالح المجرم مع المودعين بمرحلة لاحقة فالمجرم يهدف إلى إخفاء أكبر قدر من الأموال والتنصل من المسئولية القانونية والمودع همه هو تحقيق الأرباح أكثر من المحافظة على رأس المال ، وإن كان الهدف النهائي للجميع هو تحقيق أعلى عائد من الأرباح ، ولكن مرحلة إلتقاط الأنفاس والتفكير بإعادة هيكلة هذه الأموال تؤخر من توزيع الأرباح مما يسبب القلق لدى المودعين ويولد التوجه إلى سحب الاموال وذلك يربك المشهد الذي خطط له المجرم ، وتدور بعد ذلك أحداث درامية بسبب مطالب المودعين بالتدخل بإدارة الأعمال والاعتقاد بأن النشاط ما زال يحقق الأرباح ، وتتكون ملامح ضبابية لدى الجميع حول السيناريو القادم !.
هل ينجح المجرم بتحقيق هدفه وتهدئة المودعين وينتقل إلى مرحلة تغطية هذا النشاط بعمل مشروع وأقل مخاطرة أو يهرب بما يستطيع من أموال ؟.
هل ينجح المودعون بسحب أموالهم وإن كان ذلك على حساب دخول ضحايا جدد !!
هل اكتملت أركان الجريمة ومتى سوف تتدخل الجهات المعنية بالقبض على المتورطين !!.
لا بد من وجود خاسر ولا بد من وجود ضحايا ولا بد من وجود مجرم ولكن من هو الرابح في هذه القضية ؟.
بلا شك أن المجتمع هو الرابح في هذه القضية حيث لفظ المجرم وزج به في السجن وتحمل الخاسر خسارته ودفع الضحايا ثمن عدم إستشارتهم للمختصين قبل بدء التعامل مع الغير في الحالات التي تتطلب ذلك وربح وعي متولد من الواقع ويجب المحافظة عليه وتقديمه بصورة أبسط للآخرين من الصورة التي يقدم بها المجرم شباكه لإصطياد فريسته .
أعتقد أن الإعلان عن الأعمال والدول والأنشطة المشبوهة والتحذير من التعامل بها هو دور الجهات المختصة والإبلاغ عن كل ما يثير الشك هو دور المجتمع . إن التوعية بما يحفظ حقوق الناس القانونية والمادية والأدبية هو واجب على المحامين والمصرفيين ورجال الأعمال وغيرهم من ذوي الإختصاص بالإضافة إلى القطاع الخاص والحكومي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” الدين النصيحة ” فلا نبخل بوقتنا أو علمنا او مالنا لشرح ما هي الجرائم المالية والطرق المتبعة لتسويقها سواء المحلية الأجنبية وكيفية الوقاية منها كي لا نشاهد احداث مكررة ومدبلجة تزيد من أحزاننا وتشمت بنا غيرنا فالعاقل من اتعظ بغيره ، ولنواصل حث المجتمع على تغيير أسلوب التعامل مع قضايا الجرائم المالية لتصبح أكثر شفافية ولتحمل رسائل توعوية أمنية واقتصادية واجتماعية كما هو معمول به بالدول التي تقدم أفضل الممارسات بمجال الشفافية والإفصاح .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال