الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلن مجلس الوزراء يوم الإثنين الماضي الخطوات الجادة في خصخصة الأندية السعودية وإسناد المهمة لهيئة الرياضة لمتابعة الموضوع والإسراع فيه. وهذا القرار خطوة تحول في مسيرة الرياضة السعودية، والتي أخذت خلال عقود عدة منعطفات، منعطف رياضة الهواة قديما ثم المحترفين، والآن الخصخصة.
وتبرز أهمية صناعة الفرص المالية وتحويل الجهات الحكومية والشبه حكومية من جهات ريعية وتنتظر الدعم والهبات والتبرعات في كل منعطف من منعطفاتها، إلى جهات ذات كيان مستقل تستطيع الإعتماد على ذاتها وتوليد فرص مالية واستغلالها، والدوريات الأوروبية والإنجليزية على سبيل المثال نموذج في صناعة الفرص المالية واستثمارها، وحتى لا يقفز السلبيون والمتشائمون للنتيجة بقولهم أن المستوى الرياضي للمباريات هناك لا يمكن مقارنته مع الوضع المحلي وهو ما يؤكد فشل أي خُطة لخصخصة الأندية واستثمارها ماليًا. يجب أن نُذكّر المتشائمين كيف كانت عقود رعاية الأندية السعودية قبل عدة سنوات مقارنة مع وضعها الحالي وكيف ارتفعت وتنافست عليها الشركات، وجزء كبير أيضا من عدم نجاح بعض الخطط الاستثمارية يعود إلى غياب القوانين والعقوبات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية لشعار النادي واسمه التجاري. وهو ما يضعف فرص التسويق للمنتجات الأصلية أمام نظيرتها التقليدية.
خُطة خصخصة الأندية ونجاحها تتضمن إشراك الجميع من مجالس الأندية واللاعبين والجماهير والأنظمة التجارية وتحديثها وتطويرها. ولن يكون تحقيق الأرباح المالية بين عيشة وضحاها. ولكن تأسيس قاعدة صحيّة وصحيحة لمثل هذه الرياضة منذ الآن والسعي في تطوير الأنظمة وتيسيرها سيؤدي في نهاية المطاف لتحقيق الأرباح وإن طال الأمد المهم أن نبدأ بالعمل ولا نتعجل النتيجة.
ومثال على النتائج المالية التي تُحققها الأندية العالمية، هو ما تم ذكره في تقرير BBC Price of Football 2016 حيث تم تسعير قيمة كل هدف حققه الفريق داخل ملعبه خلال موسم 2015/2016 وذلك بناء على سعر التذاكر السنوية مقارنة مع عدد الأهداف التي تم تحقيقها على ملعب النادي. فكانت النتيجة كالتالي: كانت تكلفة مشاهدة الهدف الواحد للمشجع لنادي أرسنال 33 جنيه استرليني (155 ريال سعودي) وهو الأعلى بالسعر، ثم يليه نادي تشيلسي بقيمة 23 جنيه استرليني (108 ريال) ثم ليفربول 21 جنيه استرليني ثم مانشتسر يونايتد 20 جنيه استرليني وفي المراكز الثلاثة الأخيرة تقع أقل الأهداف قيمة وهي لنادي ليستر سيتي متصدر الدوري بقيمة 11 جنيه استرليني ثم في ذيل القائمة نادي مانشستر سيتي 7 جنيه استرليني للهدف الواحد.
والأرقام السابقة تُشير إلى متوسط ما يدفعه المشجع الواحد لمشاهدة هدف من أهداف هذه الأندية، ومن الممكن أن تكون هذه الأرقام صادمة للبعض لعدم توقعهم أن تصل قيمة الأهداف لهذه الدرجة وهو ما يعكس بطبيعة الحال سعر التذاكر التي أخذت بالإزدياد خلال السنوات الماضية.
الفُرص المالية للأندية كثيرة ومتنوعة من إيرادات بيع التذاكر، وحقوق النقل التلفزيوني، ومنتجات النادي وحق استخدام الاسم التجاري، والمتاحف الخاصة بالأندية التي تحتوي على الكؤوس التي تم تحقيقها وغيرها الكثير. بقي أن نسعى جادين لترجمة تجارب الآخرين في هذا المجال على أرض الواقع لدينا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال