الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تُعرّف التخمة من منظور طبي بأنها الشعور بامتلاء البطن لأقصى حدّها، يتبعها “دوخة” خفيفـة، أمّا التخمة التي تعاني منها أسواق النفط حالياً بوجود فائض نفطي مرتفع، فقد سبّبت “دوخة” قوية جداً لم يسلم أحد منها تقريباً.
أعتقد بأن الجميع متفقون بأن “التخمة” حالة غير مريحة ، تُشعر من أصابته بالاضطراب ، وتشتت التركيز! وبما أنّ هذه التخمة قد أصابت أسواق النفط، وسببت الكثير من الاضطرابات الاقتصادية، فلا بد لنا من معرفة الأسباب التي أدّت إلى هذه التخمة، وماهي أعراضها وكيفية علاجها. أعتقد من وجهة نظري أنّ أهم الأسباب التي أدّت إلى هذه التخمة هي:
أولاً: تباطؤ النمو الاقتصادي في أغلب الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها الصين، والتي تعد من أكبر الدول استهلاكاً للنفط.
ثانياً: السباق المحموم بين الدول المصدرة للنفط والذي يهدف لزيادة الحصص السوقية، ولعلّ تطور إنتاج النفط الصخري في أمريكا أحد أهم محفزات هذا السباق إذا ما علمنا أنّ أمريكا تعد من أكبر المستهلكين للنفط في العالم.
ثالثاً: الأوضاع الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة والتي فتحت الباب على مصراعيه لتهريب النفط ومشتقاته من بعض الدول مما ساهم في إغراق السوق النفطي .
رابعا: أزمة الثقة بين أعضاء أوبك من جهة، وبين أعضاء أوبك والمنتجين للنفط من خارج اوبك من جهة أخرى وعلى رأسهم روسيا، وما نشاهده هذه الفترة من شد وجذب هو محاولات مستميتة من بعض الدول لعدم خفض الإنتاج والاستفادة من تحسن الأسعار إذا ما خفض الآخرون إنتاجهم.
أما أعراض التخمة النفطية فهي جلّية للجميع، فقد أدّت هذه التخمة إلى انخفاض أسعار النفط مما تسبب بعجز في ميزانيات أغلب الدول المنتجة وبنسب متفاوتة من الضرر.
أعتقد جازماً بما لا يدع مجالاً للشك بأن جميع الدول المنتجة للنفط داخل أوبك وخارجها موقنين أنّ العلاج الوحيد لهذه التخمة هو “خفض الإنتاج” والالتزام بذلك لا يقل أهمية عن الخفض بحد ذاته، والعمل بفاعلية على ضبط الحدود لمنع تهريب النفط ومشتقاته من بعض الدول. عندها نستطيع التخلص من هذه التخمة وما جلبته لأسواق النفط من اضطراب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال