الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
برنامج حساب المواطن هو برنامج حكومي تم اطلاقه في ميزانية 2017 وهدفه الرئيسي الدعم الحكومي للمواطنين السعوديين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط ومن ضمن أهدافه هو تشجيع الأسر على الإستهلاك الرشيد لمنتجات الطاقة والمياه. السؤال هنا، هل البرنامج وحده يكفي لتحقيق هذا الهدف؟
استناداً على نتائج مسح قامت به مصلحة الإحصاءاتالعامة والمعلومات السعودية لعام 2013، فإن نسبة الإنفاق الشهري للأسرة السعودية على السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود يبلغ 20,7 في المئة ويحتل ثاني أعلى نسبة من متوسط انفاق الأسرة الشهري. كما تشير الإحصائيات أن استهلاك المواطن للمياه والكهرباء والطاقة هو من أعلى المعدلات على مستوى العالم. مما يشير إلى أن المواطن لديه سلوك استهلاكي هدري في استخدامه لهذه الموارد على وجه الخصوص.
ومن وجهة نظري فإن برنامج حساب المواطن لايكفي لوحده للتشجيع على الإستهلاك الرشيد بل لابد من زيادة الوعي بأهمية وكيفية ترشيد الإستهلاك لهذه المنتجات. وأقترح هنا ثلاثة استراتيجات ربما تساعد لتحقيق ذلك الهدف:
أولا: تشير الإحصائيات الى أن السعودية تُصنف بأنها بمرحلة الفتوة الديمغرافية، حيث أن نسبة المواطنين الذين تقل اعمارهم عن 22 سنة بلغت أكثر من 50% من اجمالي السكان. مما يسلط الضوء على أهمية زيادة وعي صغار السن بضرورة ترشيد الإستهلاك وكيفيته مما يتطلب العمل الحثيث من وزارة التعليم بتطبيق استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل لتحقيق هذا الهدف .
ثانيا: القيام بحملات توعوية عن كيفية الإستهلاك الذكي للمواطنين الأكبر سنا والعاملين في القطاعات الحكومية والخاصة يتم تنفيذها عن طريق تلك القطاعات نفسها أو عن طريقة جهة واحدة مسؤولة ويراعى في تلك الحملات الأخذ بأسباب عدم تحقيق الأهداف المنشودة بالكامل في التجربة السابقة لحملة ترشيد الإستهلاك في المياه التي أطلقتها وزارة المياه والكهرباء قبل نحو عشر سنوات.
ثالثا: أرى أن وعي المواطن بأهمية ذلك الهدف لايكفي وحده أيضا، بل من الضروري عند تصميم المنازل، وضع شروط محددة خاصة بالعزل الحراري. فعلى الرغم من صدور أمرسامي عام 1431ه بالموافقة على تطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة إلا أنه في عام 2015 بينت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أن 60 في المئة من منتجات العزل الحراري التي تم اختبارها بمختبرات الهيئة غير مطابقة للمواصفات واللوائح الفنية السعودية المحدثة. كذلك، العمل على تطبيقمعايير المباني الخضراء على كافة المباني والمنشآت في المملكة. فالتوجه لتلك المباني لايؤدي فقط إلى كفاءة استهلاك الكهرباء بل يتعدها إلى كفاءة في استخدام الموارد بشكل عام من طاقة ومياه ومواد ويقلل إلى حد كبير من آثار البناء السلبية على البيئة وتحافظ على البيئةالصحية لسكان هذه المباني.
حينما يستهلك المواطن تلك المنتجات بوعي فلا يستفيد فقط من انخفاض فاتورة انفاقه الشهرية، بل يتعدى ذلك إلى المحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية وهو هدف سامي يسعى الجميع لتحقيقه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال